توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في الهوا سوا

  مصر اليوم -

في الهوا سوا

بقلم - أسامة غريب

إن من يقرأ الصحف ويتابع المواقع وهى تعلق على الضربة الإيرانية لإسرائيل لا بد سيصاب بدهشة تدفع للتساؤل: ما هو بالضبط الموقف الذى كان يأمله هؤلاء من إيران بعد قصف قنصليتها فى دمشق؟.

هل سكوت إيران عن الرد كان سيدعوهم لتقدير الحكمة وصوت العقل، أم كان سيسعّر ردود أفعالهم تجاه الجعجعة بلا طحين، التى تميز طهران على الدوام؟، هل كانوا يرغبون فى ضربة إيرانية ساحقة تخلف مئات القتلى ودمارًا كبيرًا للبنية التحتية فى إسرائيل، أم أن حدوث هذا كان سيدفع للولولة على التهور الذى فتح بوابات النار على منطقة هى ملتهبة بطبعها؟.

حقيقة المشكلة هى غياب حلم عربى نجتمع عليه، فأصبح تقييمنا للمواقف يخضع لاتجاهات المتلاعبين بعقولنا.. فإذا كان اللاعب بالعقول هو رجل دين داعشى من الذين يحرضون على القتال ضد الجميع ما عدا إسرائيل، فإن أتباعه قد يرغبون فى التطوع للقتال ضد إيران. وإذا كان رجل دين وهابى طائفى فإن أتباعه سينثرون سموماً فكرية على طريقة أن الإيرانيين مجوس كفرة يعبدون النار حتى لو تدثروا بعباءة الإسلام، وعلى هذا فقتالهم فريضة، أو فى أقل القليل الشماتة فيهم واجبة!.

ولو كان المتلاعب بالعقول هو صحفى عربى من المتأثرين بتوماس فريدمان وفريد زكريا، فإن أتباعه سيميلون فى الغالب مع الطرف القوى أينما مال، بصرف النظر عن الحق والحقيقة. وإلى جانب هؤلاء، فهناك الرأى العام الذى يتأثر، ليس فقط بموقف الكاهن الشرير والإعلامى المنسحق، وإنما يبحث عن الموقف الحكومى ليتماهى مع السلطة جيئة وذهاباً، وفى هذا شعور بالأمان.

الضربة الإيرانية لم تلحق الدمار بإسرائيل، ولعل معظم الصواريخ والمسيرات قد تم اعتراضها، ولكن إسرائيل عاشت رعباً حقيقياً لمدة أسبوعين، وتبيّن للعالم كله أنها أعجز من أن تتصدى وحدها لإيران، رغم تفوقها بمعايير القوة النارية. هذا الوضع لا يطمئن الإسرائيليين.

فرغم معرفتهم بأن الأمريكان والبريطانيين والفرنسيين، وبعض العرب، قاموا بدور كبير فى صد الضربة الإيرانية، فإنهم يخشون أن يأتى اليوم الذى ينصرف عنهم هؤلاء أو يقل حماسهم فى مساندة جرائم إسرائيل. أما إيران فإنها طوال الوقت تُمنى بالخسائر البشرية والمادية، ومع ذلك تزداد ثقة بالنفس وتُراكم الخبرات المعرفية والتقنية وتسعى لتأجيل الحرب الشاملة لأطول فترة زمنية ممكنة.

العداء الغربى لإيران مفهوم وأسبابه وجيهة، فهى واحدة من دول قليلة لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة، ترفض أن تشرب السم الإسرائيلى بتلذذ، معلنة أنه ترياق. معظم دول العالم تفعل هذا، حتى التى لا مصلحة لها فى تفوق إسرائيل وتغوّلها.

النظام الغربى الكولونيالى أذاق دول العالم كله السم الإسرائيلى وأرغمها على التظاهر بالاستمتاع. إيران لن تحظى بسلام مع الغرب إلا إذا استسلمت كغيرها وقدمت المواقع النووية لرافائيل جروسى ليقيم مكانها مدن ملاهٍ ومحلات بيتزا وشاورما، كما لن تحظى بسلام مع دول العالم الثالث الكارهة لها إلا إذا قبلت أن تشرب من نفس الكأس، وبهذا يصبح الجميع فى الهوا سوا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في الهوا سوا في الهوا سوا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon