توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حب من بعيد لبعيد!

  مصر اليوم -

حب من بعيد لبعيد

بقلم - أسامة غريب

الموقف الرسمى لحكومات أوروبا الغربية ليس فقط مؤيدًا للمحرقة التي تقيمها إسرائيل بحق الفلسطينيين، لكنه بمثابة وقود يتم إلقاؤه على جسد يحترق!. وفى هذا الصدد لا نستطيع أن نقبل بأن عقدة الذنب الألمانية تجاه اليهود هي السبب في كل هذا التأييد بعدما لاقوه من أهوال على يد النازية، ذلك أنه لا توجد عقدة ذنب لدى فرنسا أو بريطانيا أو إيطاليا، لكن يبدو أن المطالبات الفلسطينية المدعومة من تركيا وإيران وبعض العرب بعودة اليهود من حيث جاءوا هي ما ترعب النخب السياسية في الغرب خوفًا من أن يشتد عود هذه الدعاوى بحيث تصبح حديثًا دائمًا على مائدة الحوار في الميديا العالمية، خاصة إذا تبناها إعلاميون وصحفيون من الغرب.. وقد حدث بالفعل أن تم طرح أفكار من هذا القبيل في برامج حوارية تليفزيونية وقوبلت اقتراحات ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء في مصر، من أجل فض الاشتباك الأبدى بين الفلسطينيين والإسرائيليين، باقتراحات مضادة تطرح فكرة استيعاب الإسرائيليين في الأراضى الأمريكية الشاسعة أو في المدن الأوروبية التي أتوا منها.

وأكثر ما يسبب الإزعاج في هذا الموضوع هو الخشية من أن يتحمس الإسرائيليون أنفسهم لهذا الاقتراح، فبعد الحياة القلقة التي عاشها هؤلاء نتيجة المقاومة الشرسة التي يبديها الفلسطينيون دفاعًا عن بيوتهم وأراضيهم، وبعد حجم الكراهية الذي لمسه سكان المستوطنات والفزع الذي يشعرون به لدى تحركهم خارج الكيبوتز، والرعب الذي يسكنهم نتيجة الإحساس بأنهم لصوص، فإنهم بالتأكيد يفضلون الرحيل عن هذه الأرض التي لم يجدوا فيها الراحة للعيش في برلين وفرانكفورت وباريس وتولوز ولندن وبرمنجهام وروما وميلانو، فهذا حتمًا أفضل بكثير من العيش في غلاف غزة في الجنوب أو كريات شمونة في الشمال، حيث يحيل حزب الله حياتهم لجحيم من الخوف حتى دون أن يطلق رصاصة واحدة.

ومن الواضح أن الأوروبيين على استعداد لمساعدة الإسرائيليين وهم في فلسطين المحتلة، لكنهم ليسوا على استعداد لاستيعابهم في المجتمعات الأوروبية، فالوضع الحالى بالنسبة لليهودى كمواطن إسرائيلى هو وضع مريح أوروبيًا، أما أن يعيد تجربة مزاحمتهم في عواصمهم والعيش معهم مثلما كان الحال قبل عام 1948 فهذا ما لا تقبله الأحزاب الأوروبية، سواء اليمينية أو اليسارية أو أحزاب الوسط، وهى تعبر عن المواطن الأوروبى الذي يحب اليهود من بعيد لبعيد!. وقد يدعم هذه النظرية أن إسبانيا كانت الوحيدة من دول أوروبا الغربية التي أدانت العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة وقصفها للمستشفيات والمساجد والكنائس، وقد يكون التوجه الإنسانى للحزب الحاكم سببًا، لكن هناك أسبابًا أخرى منها أن إسبانيا لا تشعر بالذنب تجاه اليهود في عصرنا الحالى، وأنها لم تصدّر لفلسطين من أرادت أن تتخلص منهم كما فعلت باقى الدول الأوروبية.

خلاصة هذا الكلام.. أن الأوروبى يرحب باليهودى كزائر أو سائح يقضى أيامًا ثم يرحل إلى حيث البيت الذي سرقه في فلسطين، لكنه غير مرحب به تمامًا كمواطن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حب من بعيد لبعيد حب من بعيد لبعيد



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon