توقيت القاهرة المحلي 09:00:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلماء يا سادة

  مصر اليوم -

العلماء يا سادة

بقلم - أسامة غريب

هل لدينا علماء؟ هل يوجد فى وطننا العربى علماء فى الكيمياء والفيزياء والبيولوجى والرياضيات والتعدين؟، هل لدينا علماء فى الذرة وفى الفيمتو ثانية وفى علوم الفضاء؟، الإجابة: لا ليس عندنا من هذه الأصناف.. العلماء الذين يتواجدون لدينا بكثرة والذين نفخر بهم هم علماء فى اليازرجة وتفسير الأحلام وحبة البركة وفوائد بول الناقة، لدينا علماء فى طرق تسخير الجن وعلماء فى درء الحسد، علماء فى جلب الحبيب وتزويج العانس وطرد العفاريت، لدينا الكثير من الشيخ الكتاتنى المغربى والشيخة حبيبة المغربية.. أما الطب والهندسة والاختراعات الفانية الزائلة فليس لدينا منها والحمد لله.

لماذا إذن لا نكف عن الحديث عن المؤامرة التى يدبرها الغرب ضدنا ما دمنا لا نملك علماء؟، إن الغرب أو الشرق والشمال والجنوب لن يفكروا فى التآمر علينا إلا إذا كنا نشكل خطراً عليهم أو ننافسهم فى منتجاتهم ونسعى للاستيلاء على الأسواق التى تنعش اقتصادهم وتدير عجلة الشغل لديهم، والأعداء والحمد لا يخفون إعجابهم بنا وتمنّيهم أن نظل نسير على الدرب الذى رسموه لنا منذ سنين. المؤامرات الحقيقية التى جرت فى منطقتنا وقعت بحق دول منيعة مثل إيران الحالية والعراق الذى كان. بالنسبة للعراق فقد احتاجوا من أجل قتل علمائه إلى احتلاله بالكامل، ولقد وجدوا أنفسهم مضطرين إلى إلقاء آلاف الأطنان من القنابل على مصانعه ومزارعه ومعامله وثكناته العسكرية، وفى سعيهم لتركيعه لم يتورعوا عن قتل مليون من أبنائه.

أما إيران فإن المؤامرات ضدها لم تتوقف منذ عام 79 وحتى الآن، وظل الحصار القاسى يطوق دولتهم عاماً بعد عام، والسبب ببساطة أنها نجحت فى تربية كوادر علمية يقدر عددها بمئات الآلاف، ولو أنهم كانوا يستطيعون مهاجمتها عسكرياً وتدميرها دون ثمن باهظ لما ترددوا فى ذلك كما فعلوا بالعراق. العلماء إذن هم من يتحوط لهم الأعداء ويخشونهم ولا يتورعون عن دخول الحروب من أجل قتلهم. لهذا أقول بثقة إن أحداً لا يتآمر علينا ولا يسعى لإفشالنا، لأننا ببساطة لا نملك ما يخشاه أحد، فعلماؤنا والحمد لله يهاجرون أولاً بأول بعد أن أدركوا أن أحداً هنا لا يحتاجهم ولا يريد منهم شيئاً. إن أقصى ما نبتغيه من عالم حقق نجاحاً بالخارج هو أن نستغله دعائياً ونقدمه فى برامج تليفزيونية تافهة وكأن إنجازاته تعود إلينا، غير مدركين أننا إنما نستعرض الخيبة القوية التى دفعت الرجل للفرار من بيئة غير علمية تقصى الجادين فى كل المجالات وترحب بالأراجوزات والمشعوذين.

إننى أتصور أن الغرب لا يلقى علينا القنابل ولا يرغب فى أن يفعل، ليس لأنه يحبنا أو يعتبرنا أصدقاءه، بل لأنه يرانا لا نستحق ثمن الذخيرة طالما لا يوجد لدينا علماء.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلماء يا سادة العلماء يا سادة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon