توقيت القاهرة المحلي 12:38:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العلماء يا سادة

  مصر اليوم -

العلماء يا سادة

بقلم - أسامة غريب

هل لدينا علماء؟ هل يوجد فى وطننا العربى علماء فى الكيمياء والفيزياء والبيولوجى والرياضيات والتعدين؟، هل لدينا علماء فى الذرة وفى الفيمتو ثانية وفى علوم الفضاء؟، الإجابة: لا ليس عندنا من هذه الأصناف.. العلماء الذين يتواجدون لدينا بكثرة والذين نفخر بهم هم علماء فى اليازرجة وتفسير الأحلام وحبة البركة وفوائد بول الناقة، لدينا علماء فى طرق تسخير الجن وعلماء فى درء الحسد، علماء فى جلب الحبيب وتزويج العانس وطرد العفاريت، لدينا الكثير من الشيخ الكتاتنى المغربى والشيخة حبيبة المغربية.. أما الطب والهندسة والاختراعات الفانية الزائلة فليس لدينا منها والحمد لله.

لماذا إذن لا نكف عن الحديث عن المؤامرة التى يدبرها الغرب ضدنا ما دمنا لا نملك علماء؟، إن الغرب أو الشرق والشمال والجنوب لن يفكروا فى التآمر علينا إلا إذا كنا نشكل خطراً عليهم أو ننافسهم فى منتجاتهم ونسعى للاستيلاء على الأسواق التى تنعش اقتصادهم وتدير عجلة الشغل لديهم، والأعداء والحمد لا يخفون إعجابهم بنا وتمنّيهم أن نظل نسير على الدرب الذى رسموه لنا منذ سنين. المؤامرات الحقيقية التى جرت فى منطقتنا وقعت بحق دول منيعة مثل إيران الحالية والعراق الذى كان. بالنسبة للعراق فقد احتاجوا من أجل قتل علمائه إلى احتلاله بالكامل، ولقد وجدوا أنفسهم مضطرين إلى إلقاء آلاف الأطنان من القنابل على مصانعه ومزارعه ومعامله وثكناته العسكرية، وفى سعيهم لتركيعه لم يتورعوا عن قتل مليون من أبنائه.

أما إيران فإن المؤامرات ضدها لم تتوقف منذ عام 79 وحتى الآن، وظل الحصار القاسى يطوق دولتهم عاماً بعد عام، والسبب ببساطة أنها نجحت فى تربية كوادر علمية يقدر عددها بمئات الآلاف، ولو أنهم كانوا يستطيعون مهاجمتها عسكرياً وتدميرها دون ثمن باهظ لما ترددوا فى ذلك كما فعلوا بالعراق. العلماء إذن هم من يتحوط لهم الأعداء ويخشونهم ولا يتورعون عن دخول الحروب من أجل قتلهم. لهذا أقول بثقة إن أحداً لا يتآمر علينا ولا يسعى لإفشالنا، لأننا ببساطة لا نملك ما يخشاه أحد، فعلماؤنا والحمد لله يهاجرون أولاً بأول بعد أن أدركوا أن أحداً هنا لا يحتاجهم ولا يريد منهم شيئاً. إن أقصى ما نبتغيه من عالم حقق نجاحاً بالخارج هو أن نستغله دعائياً ونقدمه فى برامج تليفزيونية تافهة وكأن إنجازاته تعود إلينا، غير مدركين أننا إنما نستعرض الخيبة القوية التى دفعت الرجل للفرار من بيئة غير علمية تقصى الجادين فى كل المجالات وترحب بالأراجوزات والمشعوذين.

إننى أتصور أن الغرب لا يلقى علينا القنابل ولا يرغب فى أن يفعل، ليس لأنه يحبنا أو يعتبرنا أصدقاءه، بل لأنه يرانا لا نستحق ثمن الذخيرة طالما لا يوجد لدينا علماء.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العلماء يا سادة العلماء يا سادة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon