توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عالم ثالث ورابع

  مصر اليوم -

عالم ثالث ورابع

بقلم - أسامة غريب

بمناسبة الصراع على السلطة فى النيجر وانقسام الدول الكبرى إزاء التغيير الذى وقع، فمنها من تضررت مصالحه مثل فرنسا، ومنها من يحاول أخذ مكان الاستعمار القديم ويرسل قوات فاجنر، فتدخل العاصمة وسط ترحيب حكومى وشعبى.

على وقع أحداث كهذه، كثيرًا ما تدور النقاشات بين مثقفين من دول الجنوب ونظراء لهم من أوروبا وأمريكا حول مسؤولية الغرب عن الخراب الشامل الذى طال معظم البلاد الإفريقية وبلدان العالم الثالث، التى فشلت فى إحداث تنمية فى دخول القرن الواحد والعشرين، فهى بصرف النظر عن نظم الحكم فيها تتشارك فى بؤس المواطن وتعاسته.

بهذا الخصوص يحضرنى دائمًا مثال واقعة «لوكيربى» وهى قرية أسكتلندية سقطت فوقها طائرة لشركة «بان إم» الأمريكية بعد تفجير قنبلة على متن الطائرة فى 21 ديسمبر 1988، ما أسفر عن مقتل 270 شخصًا، منهم أحد عشر قرويًا أسكتلنديًا انقضت على منازلهم الطائرة المحترقة.

كان العالم كله يعلم أن رأس النظام الليبى هو الذى أصدر الأمر بارتكاب الجريمة الشنعاء.. ومع ذلك، فإن الغرب قَبِل أن يكتفى بمعاقبة ضابط المخابرات عبدالباسط المقراحى باعتباره المسؤول عن الجريمة، وأن تدفع ليبيا ثلاثة مليارات دولار تعويضًا لأهالى الضحايا.

هذا المثال يوضح كيف يضيع الحق حتى على مستوى الدول على مذبح المصالح والصفقات وإغراء الفلوس والهدايا والنفحات. أحيانًا يشعر المثقف الأوروبى بالعار من موقف بلاده عندما يجدها تتعاون مع حكام محل جدل من أمثال صدام حسين ومعمر القذافى وعيدى أمين وحتى الإمبراطور بوكاسا، حاكم إفريقيا الوسطى، الذى وجدوا فى ثلاجات قصره لحومًا آدمية!.

لكن فى أحيان أخرى لا ينحو المثقف الأوروبى باللائمة على حكام بلاده وسياسييها وأحزابها ومؤسساتها التشريعية، قدر ما يلوم أبناء العالم الثالث، الذين يستسلمون للحكم الجائر وينتظرون من أوروبا وأمريكا أن تتدخل لتقيم الحياة الديمقراطية فى بلادهم!.

ومن هؤلاء المثقفين مَن يشتط فيرى أن حكام العالم الثالث المستبدين هم جزءٌ من مصادر الثروة التى أنعم الله بها على الغرب، لذلك يجب رعايتهم والحفاظ عليهم، لأن أهميتهم للاقتصاد الغربى قد تسبق الصناعة والزراعة والتعدين والسياحة!.


والواقع أن هناك من حكام العالم الثالث من يدفعون الجزية بشكل أو بآخر لبلطجية الكوكب المنتخبين الذين لا يدينون بالولاء إلا لناخبيهم، لذلك لا تأخذهم شفقة بأبناء العالم الثالث والرابع التعساء، ولا يفرق معهم أن يتعرض هؤلاء للعسف والفقر وسوء المعاملة، إذا كان ذلك يساعد على تحسين أحوال المواطن الغربى الذى انتخبهم، ويملك أن يقصيهم عن الحكم.

وطبقًا لوجهة النظر هذه، فشخص مثل عيدى أمين هو حاكم يسهل قمعه وابتزازه ونهب ثروة بلاده مقابل غض النظر عن جرائمه بحق مواطنيه، وأن وجود مناخ ديمقراطى فى هذه البلاد هو أمر خطير من شأنه أن يعطل مصالح الغرب واستثماراته، وأبسطها أن يمنع دفن النفايات على أرضه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عالم ثالث ورابع عالم ثالث ورابع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon