توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضاق صدرى.. فاعذرونى

  مصر اليوم -

ضاق صدرى فاعذرونى

بقلم -أسامة غريب

كنت زمان أحرص على أن أضع البريد الإلكترونى الخاص بى أسفل العمود الذى أكتبه حتى يسهل التواصل مع القراء، لكنى توقفت عن هذا الفعل ولم أعد أجد فيه ما كنت آمله من فائدة. معظم الرسائل لم تكن لها علاقة بما أكتب، وإنما كانت عبارة عن محاولات فى كتابة الرواية والقصة والمقال والقصيدة، ولم أكن أدرى لماذا يبعثون لى بمحاولاتهم، فلا أنا رئيس تحرير جريدة ولا أنا مسؤول بدار نشر. وعلى الرغم مما كنت أشعر به من امتنان نتيجة وثوق هؤلاء الشباب بى ورغبتهم فى نَيْل اعترافى، فإن هذه الثقة كانت تضعنى فى حرج حقيقى يعود إلى أمرين: الأول أننى لا أملك الوقت الذى أنفقه فى قراءة أعمال غير مضمونة النتائج، والثانى أن التجارب علمتنى أن أقل القليل مما يحمله لى البريد من محاولات فى الكتابة هو ما يصلح للنشر.

فى البداية كنت أصارح صاحب العمل برأيى الحقيقى دون النظر لأى اعتبارات، لكن هذه الصراحة تغيرت بمرور الوقت، ذلك أن الصدمة الشديدة التى كانت تعترى الشاب نتيجة قيامى بمنح عمله تقديرًا ضئيلًا كانت تفاجئنى وتجعلنى أجفل خوفًا على مستقبل الأدب والكتابة. كنت فى الحقيقة لا أندهش من المستوى الفنى الضعيف بقدر ما كنت أفزع من أن الحالمين بوضع أسمائهم بين كبار الأدباء والشعراء لا يجيد معظمهم القراءة والكتابة والإملاء، بمعنى أن مستواهم العلمى والثقافى يقف عند السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية، أما معارفهم التى حصّلوها فقد جمعوها من حياتهم الضيقة ومن برامج التليفزيون!. ومع هذا فإننى أعترف أن صدمة الشباب فيمَن يصارحهم بالحقيقة كثيرًا ما كانت تستند إلى أسباب موضوعية، ذلك أنهم يرون أعمالًا لا تفترق عما يكتبونه منشورة بالصحف والمجلات طول الوقت، لذلك فقد كانوا يتصورون أن مَن لجأوا إليه طلبًا للرأى إما لا يفهم العمل، أو يغار منهم ويخشى المنافسة!. ولعل الضحالة والخِفّة والاستسهال التى صارت طابع العصر تتحمل جانبًا من الذنب، بعدما تأثر جيل الشباب بالهراء الذى يقرأونه، واعتقدوا أن هذا هو المستوى الطبيعى للموهوبين!.

فى مرحلة تالية لم أعد أصارح أحدًا برأيى الحقيقى، وقد أدركت- بعدما عركنى الزمن- أن الحياة العابثة لا تحتمل الصرامة والجدية طول الوقت، ولا تستأهل أن نُغضب الناس بدعوى حرصنا عليهم، وفهمت أن الذى يطلب رأيك فى عمله لا يفعل ذلك لأجل أن تُنكد عليه وتُحرجه برأيك الحقيقى، وإنما يقدم عمله لك لأنه يحبك ويتعشم فيك ويحتاج منك أن تمنحه أملًا يُعينه على متاعب حياته.. يحتاج منك أن تُطيب خاطره بكلمات لن تُكلفك شيئًا، بينما تعنى له الكثير. إنى واثق أن أحدًا من هؤلاء لن يكون كاتبًا فى يوم من الأيام، لكنه لن ينسى لك ذوقك ورقتك وحُسن صنيعك.

على أى الأحوال، لقد تجاوزت هذه المرحلة أيضًا، وقمت بإخفاء البريد الإلكترونى لأن التسامح والمثالية المفرطة وإبداء عكس ما أشعر أصبحت تضايقنى، وقد كنت أتمنى لو كان لى صدر واسع مقاس إكس لارج!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضاق صدرى فاعذرونى ضاق صدرى فاعذرونى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon