توقيت القاهرة المحلي 11:32:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المستظرفون في الأرض

  مصر اليوم -

المستظرفون في الأرض

بقلم أسامة غريب

لن يتوقف قريباً الحديث عن الجزيرتين «تيران وصنافير»، إذ سوف يستمر المطالبون بالاحتكام إلى الشعب عند رأيهم، كما لن يتزحزح المنادون بسعودية الجزيرتين قيد أنملة عن موقفهم. ومن جهتى فإننى عندما أنظر إلى الأمر أراه على نحو شديد الوضوح، وهو أن كل المشتغلين بالعمل العام من سياسيين وإعلاميين وقادة رأى وحزبيين، الجميع يعلم في قرارة نفسه أن الجزيرتين مصريتان، وأن السعودية حتى في ذروة عدائها وحربها المفتوحة ضد عبدالناصر لم تطالب باستعادة «أرضها» ولو من باب المناكفة والكيد. ورغم علم الجميع بهذا فإن من الإعلاميين والسياسيين والأكاديميين من أقسم بشرف أمه بأن الجزيرتين سعوديتان، وكان دافعهم إلى هذا الرغبة في الحفاظ على لقمة البغاشة وتوسيع رقعتها لو أمكن!.. هناك كذلك من قال إن الجزيرتين مصريتان ولا ينوى أن يغير رأيه. هذان الموقفان مفهومان وليس بهما- على تباعدهما- ما يثير الدهشة.. ولكن وسط هذا السجال برز رجل أعلن موقفاً فريداً يختلف عن موقف السادة الموافقين على تسليم الأرض للسعودية، وكذلك يختلف عمن يعارضون هذا التسليم. قال الرجل في جسارة يُحسد عليها إن الجزيرتين تنتميان لمصر بلا مواربة إذا نظرنا للخرائط والوثائق القديمة، لكن إذا أشحنا البصر عن الوثائق العتيقة وتمعنّا في الوثائق «المودرن» سنجد أن الجزيرتين قد تحولتا إلى سعوديتين!.. وهذا لعمرى هو أغرب رأى يمكن أن يصدر عن إنسان.. بالوثائق القديمة الأرض مصرية وبالوثائق الحديثة الأرض سعودية.. ما هذا الجمال؟ ما هذه الرؤية الثاقبة؟ إن هذا يشبه ما كان الكابتن لطيف الله يرحمه يقوله في وصف شوطة ملتبسة..

كان يقول إن الجالسين في المقصورة وفى الدرجة الثالثة شمال استطاعوا أن يروا الهدف بوضوح، بينما الجالسون وراء المرمى قد رأوه أوفسايد!. في هذا الرأى يبدو الرجل وكأنما أراد إمساك العصا من المنتصف حتى يكون له خط رجعة عند اللزوم. كان بإمكانه طبعاً أن يجلس في الأمان ويقول إن الأرض سعودية كما فعل غيره، لكنه على ما يبدو أراد ألا يكون رخيصاً ونظر إلى نفسه فشعر ببعض الحرج من أن يكون من العكاشنة وفضّل أن يتميز بموقف مختلف لا يكون فيه فرداً ضمن قطيع.. وهنا بالضبط كانت المأساة لأن هذا الموقف هو قمة العكشنة التي أراد أن يتفاداها!. لقد ضحك الناس ملء أشداقهم وهم يقرأون عن هذا الموقف الذي يرضى نظرياً جميع الأطراف ولا يثير حفيظة أحد، وعلى شبكات التواصل الاجتماعى فإن بعضهم قرر منح الرجل لقب «ابن الظريفة لعام 2016»، ذلك أن هذه الافتكاسة لم تخطر على بال أحد غيره. إن الرجل على ما يبدو كان يجلس في الركن البعيد الهادى وينظر ضاحكاً للبشر وهم يتساقطون وبعضهم يبحث في الدولاب وفى الشوفونيرة وفى سحّارة الكنبة عن ورقة تركها بابا تؤكد أنه كان يكذب على الشعب حين قال إن الأرض مصرية! لكن صاحبنا على العكس من هذا، فهو لم يُغضب أباه في قبره ولم يناقض مواقف سبق أن اتخذها، لكن وقف بحرفنة على مسافة واحدة من أصحاب الأرز البسمتى وأصحاب الأرز البلدى أبوشعرية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستظرفون في الأرض المستظرفون في الأرض



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon