توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الناس يحبونهم.. فماذا نفعل؟

  مصر اليوم -

الناس يحبونهم فماذا نفعل

بقلم - أسامة غريب

هل يَصْدُق صاحب اقتراح ارتداء القفة والتلحُّف بها، بعد أن أعلن اعتزال الظهور الإعلامى والاختفاء عن الشاشات التى ملأها بالهزل لسنوات؟.فى اعتقادى أن الأمر لا يعدو الانحناء للريح حتى تمر العاصفة ثم يعود من جديد!، ولدىَّ من الأسباب ما يدفعنى إلى هذا الظن، أهمها أن الناس تحب هذا النوع من الأحاديث الهجائصية وتتمسك بها بشدة لأنها تقدم لهم عالمًا موازيًا يعيشون فيه، بعد أن عزَّ العيش فى العالم الحقيقى.

ولكن هل الناس فى حاجة حقيقية إلى رجال الدين، وهل يكون العالم أفضل فى وجودهم؟. لقد كنت زمان أعتقد أن تعلق الناس بالدعاة والكهنة يعزى إلى غياب الحقائق، وظننت أن كشف هؤلاء أمام الناس يكفى لحرقهم، لهذا كنت أبتهج للمصادفات السعيدة التى تجعل هؤلاء يكشفون عن أنفسهم أو يتم الإمساك بهم متلبسين بعد أن يخونهم ذكاؤهم.

شىء من هذا حدث عندما قام واحد من مشاهير الدعاة بعمل إعلان دعا الناس فيه إلى تناول دجاج تنتجه إحدى الشركات وزعم أن هذا الدجاج يجعل من صلاة القيام تجربة روحية فريدة.. لقد أقحم الصلاة فى الإعلان المدفوع الذى هبش فيه مبلغًا كبيرًا من شركة الفراخ!.

لكن ماذا حدث؟، هل انصرف عنه الناس؟.. أبدًا.. لم ينصرف عنه أحد!. لقد ظلت الجماهير الوفية على غفلتها ولم تقتنع بأن الأخ يمارس النصب باسم الدين منذ الأزل، وهناك مَن لامه على فعلته لكن غفر له بدعوى أنه أفاد الدين كثيرًا فى السابق!.

الجماهير لا تغضب من رجل الدين الذى يقوم بتحليل فوائد البنوك أو تحريمها على حسب طلب الزبون، ولا من الذى يقول بتحريم قيادة المرأة للسيارة ثم يعود للإفتاء بحِلّ نفس الفعل، وقل الأمر نفسه عن الفن الحرام، الذى يصبح حلالًا إذا ما كشر الحاكم عن أنيابه!.

المشكلة أن الناس تعتقد أن رجال الدين جزء أساسى من ضرورات الحياة، لذلك يستفتونهم فى كل ما يعِنّ لهم من شؤون.. إذا قرروا الزواج سألوا رجل الدين، وإذا اعتزموا الانفصال استشاروا رجل الدين، وإذا بدأوا مشروعًا أو تجارة تحروا رأى رجل الدين، والبعض لا يكتفى بالأمور المهمة فى الحياة بل إنهم يسألون رجل الدين عن كيفية دخول الحمام وطرق المضاجعة ووسيلة تركيب هوائى فوق السطوح وحُكم ركوب الـ«توك توك» والأفضلية بين تايد وبيرسيل!.

كل شىء لا بد أن يسألوا عنه رجل الدين، حتى الأمور الطبية التى يجب أن يُستشار فيها الطبيب فإنهم يثقون فى إجابة الكاهن أكثر من ارتياحهم لتشخيص الدكتور، وفى المسائل الاقتصادية فإن رجل الدين عندهم أفضل من أى خبير اقتصادى. كل هذا الاعتماد على الفتاوى والوصفات الكهنوتية جعل من الدين صناعة تفوق ما عداها من صناعات وتتخذ لها من الوسائل ما يكفل لها الاستمرار ولرجالها الثراء والنعيم.

فى ظنى أن الأديان التى دعَت الناس إلى مكارم الأخلاق ليست حقول ألغام تحتاج لمَن يقود الناس عبرها ويرشدهم لتجنب فخاخها، فالأديان رسالات حب بسيطة وسهلة وليست فى حاجة إلى وسطاء.. لكن تقول لمين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناس يحبونهم فماذا نفعل الناس يحبونهم فماذا نفعل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon