توقيت القاهرة المحلي 23:37:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المايسترو حسب الله

  مصر اليوم -

المايسترو حسب الله

بقلم - أسامة غريب

شغلنى كثيرًا أثناء حضور حفلات الموسيقى الكلاسيك دور قائد الأوركسترا. أحسست بعظمته وأهمية دوره وأنا ألاحظ تعلق عيون أعضاء الفرقة به وبعصاه، تلك العصا التى تبث الإشارة، فتنتقل إلى العازف وتسرى فى كيانه، ثم تنتقل إلى أصابعه لتصنع أجمل النغمات فى هارمونى متناسق بديع. غير أن اعتيادى حضور الأعمال الموسيقية داخل مصر وخارجها قد لفت انتباهى إلى شىء.. لقد اعتدنا أن نرى المطربين العرب يؤدون الأغانى وصاحب الفرقة الموسيقية يقف إلى جوار الواحد منهم ممسكًا بعصاه، ومؤديًا دور المايسترو الذى يقود الفرقة. الآن، أصبحت أدرك أن المسألة فيها شىء غلط.. شىء غير طبيعى.

إن الأغنية العربية هى أغنية بسيطة غير مركبة، والموسيقى فيها ليست الأساس، ولكن الأساس هو المطرب، ثم يلى المطرب فى الأهمية كلمات الأغنية التى يطرب لها السامع ويتمايل معها، خاصة لو كان إيقاع اللحن راقصًا!.. فكيف والحال هكذا يقف قائد الفرقة متقمصًا دور المايسترو فى أغنية بها أقل قدر من الموسيقى بما يعنى أنها لا تحتاج إلى مايسترو على الإطلاق!.. النوتة أمام كل عازف تكفى وتزيد، والعازفون فى الأغنية العربية يقومون جميعًا وفى الوقت نفسه بعزف نفس النغمة.. أى أن الكمان يعزف نفس ما يعزفه العود والقانون والأوكورديون والكونترباس والتشيللو والناى.. ففيمَ الاحتياج إلى المايسترو إذن؟.

الحقيقة أن وجود المايسترو أو قائد الأوركسترا عند العزف السيمفونى للكلاسيكيات الغربية هو وجود حيوى وأساسى ولا غنى عنه، ذلك أن الفرقة لا يقوم أفرادها جميعًا بعزف نفس النغمة فى نفس الوقت، وإنما كل آلة أو مجموعة من الآلات تنطلق فى لحن فرعى، يُكمله لحن فرعى آخر تعزفه مجموعة مجاورة من الآلات، والجميع يتقاطعون مع بعضهم البعض، ثم ينفلتون، ويعرج كل منهم إلى درب، ثم يعود بعد وقت مقدر إلى المجموعة، وذلك فى أداء رفيع مبهر. كل هذا يحتاج إلى القائد، الذى يحدد لكل منهم بعصاه وبنظرة من عينه متى ينطلق ومتى يعود ومتى يتوقف ومتى يلتحم بالمجموعة.

هذا هو دور قائد الأوركسترا وهذا ما يفعله.. لقد كان عبدالحليم حافظ يدهشنا عندما كان يقود الفرقة بنفسه وينحى أحمد فؤاد حسن جانبًا، والواقع أن كلًّا منهما لم يكن يفعل شيئًا ذا فائدة للعازفين!.

قائد الأوركسترا لا يفعل سوى أن يقف بجسارة وفى يده العصا يمثل على الجمهور الطيب ليقنعهم بأهمية دوره، خاصة إذا انفعل وصدّق نفسه وأخذ المسألة على نحو جاد، فتقلصت ملامحه، وتشنجت أطرافه، واكتسى وجهه باللون الأحمر، ويداه ترتفعان فى الهواء على نحو يماثل ما فعله عبدالسلام النابلسى وهو يؤدى دور حسب الله السادس عشر، ومعه مساعد المايسترو زينات صدقى، تدعمه من البلكونة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المايسترو حسب الله المايسترو حسب الله



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - يسرا خارج دراما رمضان 2025 للعام الثاني على التوالي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon