توقيت القاهرة المحلي 18:22:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المايسترو حسب الله

  مصر اليوم -

المايسترو حسب الله

بقلم - أسامة غريب

شغلنى كثيرًا أثناء حضور حفلات الموسيقى الكلاسيك دور قائد الأوركسترا. أحسست بعظمته وأهمية دوره وأنا ألاحظ تعلق عيون أعضاء الفرقة به وبعصاه، تلك العصا التى تبث الإشارة، فتنتقل إلى العازف وتسرى فى كيانه، ثم تنتقل إلى أصابعه لتصنع أجمل النغمات فى هارمونى متناسق بديع. غير أن اعتيادى حضور الأعمال الموسيقية داخل مصر وخارجها قد لفت انتباهى إلى شىء.. لقد اعتدنا أن نرى المطربين العرب يؤدون الأغانى وصاحب الفرقة الموسيقية يقف إلى جوار الواحد منهم ممسكًا بعصاه، ومؤديًا دور المايسترو الذى يقود الفرقة. الآن، أصبحت أدرك أن المسألة فيها شىء غلط.. شىء غير طبيعى.

إن الأغنية العربية هى أغنية بسيطة غير مركبة، والموسيقى فيها ليست الأساس، ولكن الأساس هو المطرب، ثم يلى المطرب فى الأهمية كلمات الأغنية التى يطرب لها السامع ويتمايل معها، خاصة لو كان إيقاع اللحن راقصًا!.. فكيف والحال هكذا يقف قائد الفرقة متقمصًا دور المايسترو فى أغنية بها أقل قدر من الموسيقى بما يعنى أنها لا تحتاج إلى مايسترو على الإطلاق!.. النوتة أمام كل عازف تكفى وتزيد، والعازفون فى الأغنية العربية يقومون جميعًا وفى الوقت نفسه بعزف نفس النغمة.. أى أن الكمان يعزف نفس ما يعزفه العود والقانون والأوكورديون والكونترباس والتشيللو والناى.. ففيمَ الاحتياج إلى المايسترو إذن؟.

الحقيقة أن وجود المايسترو أو قائد الأوركسترا عند العزف السيمفونى للكلاسيكيات الغربية هو وجود حيوى وأساسى ولا غنى عنه، ذلك أن الفرقة لا يقوم أفرادها جميعًا بعزف نفس النغمة فى نفس الوقت، وإنما كل آلة أو مجموعة من الآلات تنطلق فى لحن فرعى، يُكمله لحن فرعى آخر تعزفه مجموعة مجاورة من الآلات، والجميع يتقاطعون مع بعضهم البعض، ثم ينفلتون، ويعرج كل منهم إلى درب، ثم يعود بعد وقت مقدر إلى المجموعة، وذلك فى أداء رفيع مبهر. كل هذا يحتاج إلى القائد، الذى يحدد لكل منهم بعصاه وبنظرة من عينه متى ينطلق ومتى يعود ومتى يتوقف ومتى يلتحم بالمجموعة.

هذا هو دور قائد الأوركسترا وهذا ما يفعله.. لقد كان عبدالحليم حافظ يدهشنا عندما كان يقود الفرقة بنفسه وينحى أحمد فؤاد حسن جانبًا، والواقع أن كلًّا منهما لم يكن يفعل شيئًا ذا فائدة للعازفين!.

قائد الأوركسترا لا يفعل سوى أن يقف بجسارة وفى يده العصا يمثل على الجمهور الطيب ليقنعهم بأهمية دوره، خاصة إذا انفعل وصدّق نفسه وأخذ المسألة على نحو جاد، فتقلصت ملامحه، وتشنجت أطرافه، واكتسى وجهه باللون الأحمر، ويداه ترتفعان فى الهواء على نحو يماثل ما فعله عبدالسلام النابلسى وهو يؤدى دور حسب الله السادس عشر، ومعه مساعد المايسترو زينات صدقى، تدعمه من البلكونة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المايسترو حسب الله المايسترو حسب الله



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon