توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزن الدموع

  مصر اليوم -

وزن الدموع

بقلم - أسامة غريب

يقول شاعر داغستان الكبير رسول حمزاتوف: «أريد أن أهرب من هذا العالم المادى الذى صار فيه كل شىء يُحصى ويوزن حتى الدموع». فهل يمكن حقا أن نزن الدموع أم أنها مثل الروح لا توزن؟.

لقد ارتبطت الدموع على الدوام بالحزن رغم أنها تشارك فى التعبير عن الفرح أيضا، وقد تصاحب الإنسان فى كل انفعالاته وتنوب عنه فى التعبير عما لا يستطيع أن يبوح به، كما أنها تتدفق حين تنسد آفاق روحه ويعجز عن التنفس فتخرج مفسحة الطريق للهواء والضوء. وفى الحقيقة لا يوجد حب لا تكلله الدموع، والحب الذى لا يثير البكاء لا يعول عليه ولا يرجى منه أمل. ودموع المرأة ليست دائما كدموع التماسيح مثلما درج الرجال على القول لكنها تختزل تاريخا طويلا من الإساءة والإهانة والتهميش، كما أنها سلاح الضعفاء فى وجه الغشم والأقوياء الذين لا يحسنون الظن بالدموع فيفرطون فى قهر أصحابها. ومع ذلك فإن دموع الرجل المقهور مؤثرة أكثر من دموع المرأة لأن الرجل يخجل من دموعه، بينما لا تخجل المرأة إن رآها أحد تبكى.

والدموع فى أحد تفسيراتها هى مشاعر طاغية لا يمكن احتمالها قد تتولد لدى رؤية جنازة عابرة أو مشاهدة فيلم سينمائى أو قراءة رواية عاطفية، وقد تلقيت شخصيا تعليقات كثيرة من قراء أخبرونى أنهم لم يستطيعوا حبس دموعهم عندما قرأوا عبارة تقول: «أنا لا أشعر بالوحدة، لكنى أشعر بما هو أقسى وأمرّ.. أشعر بالوحشة. الوحدة يكفى لها العثور على رفيق، أما الوحشة فتحتاج لتغيير العالم». هذه العبارة الواردة فى رواية «عازفة الكمان» أثارت لواعج الشوق والشجن عند كثيرين فأحس كل منهم أن العبارة تمثله وتحكى عنه وتشرح حاله.

والإنسان الشرقى معروف أن استجابته لدواعى الحزن أقوى كثيرا من استجابته لدواعى الفرح، وقد يمكن القول إن الفرح يخيفه إذا رآه مقبلا بأكثر مما يخيفه الحزن القادم، ذلك أنه تعود على الحزن وصار يغسل النفس بالدموع المُرة، أما الفرح فإنه غير مألوف ولهذا يثير المخاوف ويبعث على التساؤلات عما قد يتلوه، حتى ولو كان الذى يتلوه هو الحزن المألوف!. وقد تكون الدموع فى بعض الأحيان نوعا من المناشدة لمن ضاق به الحال وأعجزه الاكتئاب عن الإفصاح والتعبير بالكلمة.. قد تعنى الدموع: أنا عاجز عن الاحتمال وقد أتخلص من الحياة إذا لم تمدوا لى يد العون. وكما أن الدموع تعبر عن الشعور بالألم فإنها أحيانا تكون تعبيرا عن التوبة والشعور بالندم، وقد غنت أم كلثوم من أشعار طاهر أبوفاشا: تائبٌ تجرى دموعى ندما.. يا لقلبى من دموع الندمِ.. ليتنى ذبت حياءً كلما.. جدد العفو عطاء المنعمِ.

هذا ويمكن للبكاء أن يخفف الضغط عن الدماغ المثقل بالأفكار ويحوله إلى العين التى تفرز الدموع فتغسل الروح وتغلق الباب فى وجه المرض النفسى الذى يتربص بالإنسان فى كل ركن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزن الدموع وزن الدموع



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon