توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزن الدموع

  مصر اليوم -

وزن الدموع

بقلم - أسامة غريب

يقول شاعر داغستان الكبير رسول حمزاتوف: «أريد أن أهرب من هذا العالم المادى الذى صار فيه كل شىء يُحصى ويوزن حتى الدموع». فهل يمكن حقا أن نزن الدموع أم أنها مثل الروح لا توزن؟.

لقد ارتبطت الدموع على الدوام بالحزن رغم أنها تشارك فى التعبير عن الفرح أيضا، وقد تصاحب الإنسان فى كل انفعالاته وتنوب عنه فى التعبير عما لا يستطيع أن يبوح به، كما أنها تتدفق حين تنسد آفاق روحه ويعجز عن التنفس فتخرج مفسحة الطريق للهواء والضوء. وفى الحقيقة لا يوجد حب لا تكلله الدموع، والحب الذى لا يثير البكاء لا يعول عليه ولا يرجى منه أمل. ودموع المرأة ليست دائما كدموع التماسيح مثلما درج الرجال على القول لكنها تختزل تاريخا طويلا من الإساءة والإهانة والتهميش، كما أنها سلاح الضعفاء فى وجه الغشم والأقوياء الذين لا يحسنون الظن بالدموع فيفرطون فى قهر أصحابها. ومع ذلك فإن دموع الرجل المقهور مؤثرة أكثر من دموع المرأة لأن الرجل يخجل من دموعه، بينما لا تخجل المرأة إن رآها أحد تبكى.

والدموع فى أحد تفسيراتها هى مشاعر طاغية لا يمكن احتمالها قد تتولد لدى رؤية جنازة عابرة أو مشاهدة فيلم سينمائى أو قراءة رواية عاطفية، وقد تلقيت شخصيا تعليقات كثيرة من قراء أخبرونى أنهم لم يستطيعوا حبس دموعهم عندما قرأوا عبارة تقول: «أنا لا أشعر بالوحدة، لكنى أشعر بما هو أقسى وأمرّ.. أشعر بالوحشة. الوحدة يكفى لها العثور على رفيق، أما الوحشة فتحتاج لتغيير العالم». هذه العبارة الواردة فى رواية «عازفة الكمان» أثارت لواعج الشوق والشجن عند كثيرين فأحس كل منهم أن العبارة تمثله وتحكى عنه وتشرح حاله.

والإنسان الشرقى معروف أن استجابته لدواعى الحزن أقوى كثيرا من استجابته لدواعى الفرح، وقد يمكن القول إن الفرح يخيفه إذا رآه مقبلا بأكثر مما يخيفه الحزن القادم، ذلك أنه تعود على الحزن وصار يغسل النفس بالدموع المُرة، أما الفرح فإنه غير مألوف ولهذا يثير المخاوف ويبعث على التساؤلات عما قد يتلوه، حتى ولو كان الذى يتلوه هو الحزن المألوف!. وقد تكون الدموع فى بعض الأحيان نوعا من المناشدة لمن ضاق به الحال وأعجزه الاكتئاب عن الإفصاح والتعبير بالكلمة.. قد تعنى الدموع: أنا عاجز عن الاحتمال وقد أتخلص من الحياة إذا لم تمدوا لى يد العون. وكما أن الدموع تعبر عن الشعور بالألم فإنها أحيانا تكون تعبيرا عن التوبة والشعور بالندم، وقد غنت أم كلثوم من أشعار طاهر أبوفاشا: تائبٌ تجرى دموعى ندما.. يا لقلبى من دموع الندمِ.. ليتنى ذبت حياءً كلما.. جدد العفو عطاء المنعمِ.

هذا ويمكن للبكاء أن يخفف الضغط عن الدماغ المثقل بالأفكار ويحوله إلى العين التى تفرز الدموع فتغسل الروح وتغلق الباب فى وجه المرض النفسى الذى يتربص بالإنسان فى كل ركن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزن الدموع وزن الدموع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon