توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكلمة واللحن

  مصر اليوم -

الكلمة واللحن

بقلم - أسامة غريب

فى لندن كنت أجلس مع مجموعة من الأصدقاء.. خليط من المصريين والإنجليز. كان الراديو يذيع أغنية أخذ الجالسون يتمايلون معها يمينًا ويسارًا، بينما المغنى يشدو بصوت زاعق حتى لتكاد حنجرته تتشقق. قمت بالتركيز مع الأغنية، محاولًا فهم كلماتها ففشلت، مع أنى أجيد الإنجليزية. استطلعت رأى الأصدقاء، لكن كل واحد منهم كان له تصور مختلف عن الآخر، والخلاصة أنهم لم يستطيعوا تفسير معظم الكلمات، وعرفت أن هناك من يلتمس كلمات أغانيه المفضلة فى بعض المجلات أو مواقع الإنترنت المهتمة بالأغانى.

خلصت من هذا إلى أن الموسيقى هى الأساس، أما الكلمات فلا يهم أن تكون عظيمة أو مقفّاة حتى، وأدركت أن كثيرًا من أفراد الجمهور الأجنبى لا يعرف بدقة الكلمات المغنّاة بلغته التى يرددها ويرقص عليها ويراها معبرة عن جيله!. وربما أن هذا الإدراك قد فسر لى ما كان يثير دهشتى من بعض الملحنين والمطربين الموهوبين لدينا عندما كنت أجدهم يقدمون كلمات ركيكة.. أشهر هؤلاء هو بليغ حمدى الذى قدم ألحانًا رائعة على كلمات باهتة محدودة القيمة والأثر، غناها عبد الحليم حافظ وشادية ووردة وغيرهم، والغريب أنها كانت تحقق نجاحات كبيرة فى الحفلات وعلى الأشرطة، وكانت تشغل الناس وتثير وجدانهم على الرغم من ضعف كلماتها وقلة حظها من الشاعرية والإبداع. يثبت أهمية الموسيقى أيضًا وعلوها على الشعر الغنائى أن الأغنيات التى لم يكتف فيها بليغ بالتلحين، بل كتب كلماتها بنفسه وغنتها له ميادة الحناوى ووردة كانت متواضعة ولم ينقذها إلا حلاوة اللحن وأداء المغنى.. ومعروف عن بليغ أنه كانت تجيئه خطرات موسيقية مصحوبة بكلام، فكان يمسك بها ويصنع منها أغنية كاملة أو يضيفها إلى كلمات كتبها مؤلف آخر!.

لا يُفهم من هذا أن الكلمات الجيدة تصنع غنوة غير ناجحة جماهيريًا بالضرورة، لكنى أعتقد أن أجمل القصائد وأحلى الكلمات لا تكفى لصنع أغنية محبوبة، بينما اللحن الحلو يمكنه تجاوز ركاكة الكلمات وتحقيق النجاح وحده. ولو كان للشعر دور أساسى فى الغنوة لرأينا الملحنين يغترفون من دواوين فؤاد حداد وصلاح جاهين وأمل دنقل ومحمود درويش، لكن هذا لا يحدث إلا فى أضيق الحدود، وغالبًا فى المناسبات الوطنية.. ولا يعود هذا التجاهل لعدم وعى الملحن والمطرب فقط، لكن ربما بسبب وعيهما الزائد بأن الكلمات هى آخر عنصر ينبغى الاهتمام به.. وإن كان الأمر لا يخلو من تناقض عندما نرى السادة المطربين لا ينفك أحدهم يتحدث عن دوخته وحيرته فى رحلة البحث عن كلمات جديدة طازجة، مع أننا نرى أن رحلات بحثه فى الغالب لا تسفر إلا عن اختيار كلمات متواضعة، إن لم تكن رديئة.. ولكن ما يجعل البوصلة لا تتحرك فى اتجاه الأشعار الجميلة هو أن اللحن والأداء يخفيان عيوب الكلمات، فتنجح الغنوة التى تخلو كلماتها من المعنى، وربما تكسر الدنيا أيضًا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكلمة واللحن الكلمة واللحن



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon