توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دجل على الهواء

  مصر اليوم -

دجل على الهواء

بقلم - أسامة غريب

نشرت الصحف والمواقع الإعلامية خبر القبض على سيدة انتحلت صفة طبيبة حاصلة على دكتوراة من بريطانيا فى تخصص التغذية بالأعشاب، وقد قامت المذكورة بالترويج للمنتجات العشبية التى تبيعها من خلال برنامج تظهر به فى إحدى القنوات الفضائية بزعم أن منتجاتها تؤدى للعلاج من السمنة وتفلح فى إنقاص الوزن. فهل إلى هذا الحد تملك البرامج التليفزيونية القدرة على الترويج للدجل ومساعدة النصابين؟.

الحق أن هذه القدرة كبيرة للغاية، فالطبيب الذى يظهر فى التليفزيون تكون الفيزيتة فى عيادته أكبر من مثيلتها لدى الطبيب الذى لا يحفل بالظهور على الشاشات. ولعلكم تذكرون قضية المسؤول التليفزيونى الذى كان يتقاضى أموالًا من الأطباء نظير استضافتهم.

والأمر نفسه بالنسبة للشيخ أو الداعية، فظهوره التليفزيونى يمكّنه من أن يبيع عطارته وأحجبته التى تشفى من كل الأمراض بأسعار أعلى وبسرعة أكبر من الداعية الذى يجلس وسط جمع صغير من الأتباع فى قاعة مغلقة أو زاوية صغيرة، كما يتيح له الظهور الإعلامى أيضًا أن يسوّق شرائطه التى تحكى للناس حواديت عن الثعبان الأقرع وعن الجن الجنزارى، وكُتبه التى تحض الناس على الرضا بالمقسوم وقبول الفقر بحسبانه قضاءً وقدرًا!.

لهذا تجد الواحد من هؤلاء الراغبين فى الظهور على استعداد لأن يهين نفسه ويبتلع كرامته ويسمع كلام المعد والمذيع ويقوم بتنفيذ السيناريو الذى يضعونه له بحذافيره. ولم يعد مثيرًا للعجب أن نحكى القصة المعروفة عن الشيوخ الذين يذهبون إلى الاستوديو للإجابة عن أسئلة تتعلق برأى الدين فى فوائد البنوك، وهناك يستفسرون من المذيع قبل التسجيل عن الرأى الذى يفضله، وهل يحب أن ينحاز الشيخ إلى الفوائد ويفتى بحلها أم يلعنها ويقضى بحرمتها!.. نعم هذا ما يحدث..

معظم الشيوخ والدعاة الذين يحبون الظهور على الشاشة، ذلك الظهور الذى ينمى الثروة ويروج للبيزنس الخارجى فى العطارة والأعشاب والشرائط والكتب، يمتلكون كتالوجًا يضم إجابات متناقضة ومتعارضة، يتخيرون منها ما يُعجب الزبون، ويرددونه بمنتهى الحماس على الشاشة، وقد يرددون عكسه دون وجل فى برنامج آخر على قناة أخرى.

نفس الأمر يحدث فيما يخص الأطباء الضيوف، ولقد رأيت بنفسى طبيبًا شهيرًا للأمراض النفسية والعصبية يسأله المذيع: هل من الممكن أن يرى الإنسان فى المنام أنه يرتكب جريمة قتل ثم يجد آثار الجريمة على جسمه وملابسه حين يستيقظ؟.. الفظيع أن الطبيب الكبير لم يستنكف الدخول فى مثل هذا الحوار الهزلى وإنما مضى يكذب ويؤلف ويرتجل ويجوّد فى حكايات وحواديت وقصص زعم أنه صادفها وأشرف على علاجها لحالات كانت تحلم بالدم ثم تصحو غارقة فى الدماء!.

وإذا كان هناك نوعان من الأطباء يظهر ممثلوهم على الشاشة، نوع زائف ونوع حقيقى.. فإن السادة الشيوخ لا يوجد منهم سوى نوع واحد فقط تعرفونه بالتأكيد!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دجل على الهواء دجل على الهواء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon