توقيت القاهرة المحلي 10:23:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تغفل عن أطفالك

  مصر اليوم -

لا تغفل عن أطفالك

بقلم - أسامة غريب

لم يعد هذا العالم آمنًا بالمرّة، ليس بسبب الحروب والأوبئة التى تهدد الحياة فقط، ولكن لأن السلوك الفردى للبشر أصبح يجنح نحو الخبث والوضاعة بصورة متصاعدة.

حدثنى أحد الأصدقاء بأنه كان يصطحب ابنه لأحد المتنزهات، وهناك أدخل الطفل الصغير إلى الملاهى ليلعب مع الأطفال. قال إنه التفت لمدة عشرين ثانية لشراء «فيشار»، ثم ذهب إلى الولد فوجد وجهه ممتقعًا من الخوف.

سأله ما به، فلم يرد، بل زاد بأنه بدأ يبكى ويرتجف ثم طلب من أبيه الخروج من المكان. لم يعرف صديقى ما الذى حدث وأفزع ابنه إلى هذا الحد خلال الثوانى التى كان يشترى فيها الفيشار. الطفل عمره أربع سنوات، وحبه للخروج واللعب طبيعى ومفترض، لكنه بعد هذا اليوم أصبح يخاف من الخروج ويفضل البقاء فى البيت.

لم أستطع أن أساعد صديقى فى معرفة ما قد يكون حدث فى هذه الثوانى القليلة، لكنى أخبرته بأن من يريد أن يحافظ على أطفاله لا يرفع عينيه عنهم ولا ثانية واحدة فى هذا العالم الملىء بالمختلين.

قلت له أيضًا إنه من المحتمل أن شخصًا قد نظر إليه بوجه مخيف قاصدًا إرعابه، ومن الممكن أن أحدًا قد مد يده إليه فقرصه أو أمسكه بقسوة من مكان حساس، ومحتمل أن وحشًا بشريًا قد داس على رجله أو ركله بالشلوت عندما تأكد من غياب والده. أبدى صديقى دهشة بالغة واستعاذ بالله من هذه الأفكار التى رآها جانحة وبعيدة عن الحقيقة.

دعوت لولده بالسلامة وتركته وأنا مستاء أشد الاستياء بعد أن تعزز يقينى بخواء النفوس الذى صار حاكمًا، ومن دلالاته أن الجنون والشذوذ وانعدام السواء يمكن أن يكون موجودًا عند أقارب الطفل وجيرانه، المتدين منهم وغير المتدين، لذا فإن العاقل لا يترك طفله مع جار ولو لدقيقة واحدة، لأننى أبصرت بعينى ذات يوم جارًا يمسك بطفل من نفس عائلته ويقرصه بقسوة، ثم رأيته ينتفض ويحتضن الولد مدعيًا أنه يلاعبه عندما أبصر والده قد عاد!.. نعم، الأقارب قد يكون منهم السادى الذى يحب أن يتسلى بقرص الأطفال وعضهم وتسديد اللكمات إلى وجوههم فى غياب الأهل.

وأراهن أنك إذا تركت طفلك مع أشخاص مقربين فى وجود كاميرا خفية فإن النتيجة قد تكون مأساوية، لأن أكثر من خمسين بالمائة ممن تحبهم وتثق بهم سيتصرفون بغباوة مع أطفالك فى غيابك. ولا يظنن أحد أن وجود أبناء صغار لدى الشخص يعصمه من الإساءة إلى أطفال الآخرين، ذلك أن معظم المتحرشين بالأطفال الذين تم القبض عليهم كانوا آباء لصبيان وبنات.

من أجل هذا، فإن اليتيم هو ريشة تتقاذفها الأنواء، وأكل مال اليتيم هو جريمة فظيعة عدّها الله من الكبائر، وذلك لهشاشة الطفل وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه.

لا تترك طفلك يغيب عن عينيك ثانية، لأن نصف سكان الأرض على الأقل قد يغريهم غيابك بإيذائه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تغفل عن أطفالك لا تغفل عن أطفالك



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon