توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تغفل عن أطفالك

  مصر اليوم -

لا تغفل عن أطفالك

بقلم - أسامة غريب

لم يعد هذا العالم آمنًا بالمرّة، ليس بسبب الحروب والأوبئة التى تهدد الحياة فقط، ولكن لأن السلوك الفردى للبشر أصبح يجنح نحو الخبث والوضاعة بصورة متصاعدة.

حدثنى أحد الأصدقاء بأنه كان يصطحب ابنه لأحد المتنزهات، وهناك أدخل الطفل الصغير إلى الملاهى ليلعب مع الأطفال. قال إنه التفت لمدة عشرين ثانية لشراء «فيشار»، ثم ذهب إلى الولد فوجد وجهه ممتقعًا من الخوف.

سأله ما به، فلم يرد، بل زاد بأنه بدأ يبكى ويرتجف ثم طلب من أبيه الخروج من المكان. لم يعرف صديقى ما الذى حدث وأفزع ابنه إلى هذا الحد خلال الثوانى التى كان يشترى فيها الفيشار. الطفل عمره أربع سنوات، وحبه للخروج واللعب طبيعى ومفترض، لكنه بعد هذا اليوم أصبح يخاف من الخروج ويفضل البقاء فى البيت.

لم أستطع أن أساعد صديقى فى معرفة ما قد يكون حدث فى هذه الثوانى القليلة، لكنى أخبرته بأن من يريد أن يحافظ على أطفاله لا يرفع عينيه عنهم ولا ثانية واحدة فى هذا العالم الملىء بالمختلين.

قلت له أيضًا إنه من المحتمل أن شخصًا قد نظر إليه بوجه مخيف قاصدًا إرعابه، ومن الممكن أن أحدًا قد مد يده إليه فقرصه أو أمسكه بقسوة من مكان حساس، ومحتمل أن وحشًا بشريًا قد داس على رجله أو ركله بالشلوت عندما تأكد من غياب والده. أبدى صديقى دهشة بالغة واستعاذ بالله من هذه الأفكار التى رآها جانحة وبعيدة عن الحقيقة.

دعوت لولده بالسلامة وتركته وأنا مستاء أشد الاستياء بعد أن تعزز يقينى بخواء النفوس الذى صار حاكمًا، ومن دلالاته أن الجنون والشذوذ وانعدام السواء يمكن أن يكون موجودًا عند أقارب الطفل وجيرانه، المتدين منهم وغير المتدين، لذا فإن العاقل لا يترك طفله مع جار ولو لدقيقة واحدة، لأننى أبصرت بعينى ذات يوم جارًا يمسك بطفل من نفس عائلته ويقرصه بقسوة، ثم رأيته ينتفض ويحتضن الولد مدعيًا أنه يلاعبه عندما أبصر والده قد عاد!.. نعم، الأقارب قد يكون منهم السادى الذى يحب أن يتسلى بقرص الأطفال وعضهم وتسديد اللكمات إلى وجوههم فى غياب الأهل.

وأراهن أنك إذا تركت طفلك مع أشخاص مقربين فى وجود كاميرا خفية فإن النتيجة قد تكون مأساوية، لأن أكثر من خمسين بالمائة ممن تحبهم وتثق بهم سيتصرفون بغباوة مع أطفالك فى غيابك. ولا يظنن أحد أن وجود أبناء صغار لدى الشخص يعصمه من الإساءة إلى أطفال الآخرين، ذلك أن معظم المتحرشين بالأطفال الذين تم القبض عليهم كانوا آباء لصبيان وبنات.

من أجل هذا، فإن اليتيم هو ريشة تتقاذفها الأنواء، وأكل مال اليتيم هو جريمة فظيعة عدّها الله من الكبائر، وذلك لهشاشة الطفل وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه.

لا تترك طفلك يغيب عن عينيك ثانية، لأن نصف سكان الأرض على الأقل قد يغريهم غيابك بإيذائه!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تغفل عن أطفالك لا تغفل عن أطفالك



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon