توقيت القاهرة المحلي 23:57:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الذاكرة الفلسطينية

  مصر اليوم -

الذاكرة الفلسطينية

بقلم - أسامة غريب

لا شك أن إسرائيل قد تيقنت، بعدما يقرب من ثلاثة شهور من العدوان الشرس ضد الفلسطينيين، أن الأسرى لن يتم تحريرهم بالقوة، ولقد عجز الجيش فائق التسليح بكتائب نخبته عن تحرير أسير واحد طوال هذه المدة، وكل ما أمكن للمجهود الحربى الصهيونى أن يفعله هو قتل بعض أسراه عوضًا عن استعادتهم، ومن الواضح أن مبدأ هانيبعل الإسرائيلى قد تم تفعيله، وهو يقضى بقتل جنودهم الأسرى إذا عجزوا عن تحريرهم، وواضح أن اليأس قد دب فى أوصال آلة الحرب الصهيونية بالنسبة لموضوع الأسرى، فاعتبروهم قتلى حتى ينزعوا من يد المقاومة ورقة تفاوضية مهمة، وما الحديث عن صفقة ستتم قريبًا للتبادل بين الجانبين إلا مجرد مخدر يتم إطلاقه فى وجه أهالى المحتجزين، الذين يسببون صداعًا لنتنياهو ومجلس حربه، لكن الحقيقة أن وحوش اليمين المتطرف يفضلون شرب دماء الغزاويين أكثر من رغبتهم فى استرداد أبنائهم. ولعل هذا يجيب عن سؤال: لماذا يستمر العدوان فى خان يونس ورفح والشجاعية وجباليا مادامت نتائجه ستكون سلبية؟.

يمكننا فى هذا الصدد أن نضيف أن التوغل والقصف وكل الدمار والموت وإطلاق اليد فى استخدام الأسلحة الفتاكة فى ساحة المعركة على أهداف مدنية غير محمية هى المرحلة الأخيرة فى حملة التطهير العرقى للفلسطينيين المستمرة منذ عقود. العدوان المستمر بإصرار شديد يتعلق بخلق بيئة غير صالحة للحياة وغير قابلة لإعادة الإعمار.. بيئة قذرة وأحياء فقيرة خارجة عن القانون فى القطاع وكذلك فى الضفة الغربية، حيث تكون حياة الفلسطينيين جحيمًا فى أوقات السلم، وهذا يتصل بالعمل على بناء سلسلة من الجيوب المُسوَّرة وفرضها كواقع حياة على الفلسطينيين، حيث تكون للجيش الإسرائيلى القدرة على الإيقاف الفورى فى أى وقت لحركة البشر ودخول الغذاء والدواء وباقى السلع، وذلك لإدامة البؤس وجعله طبيعيًّا!. إن التاريخ سيسجل أن إسرائيل النووية تستخدم طائرات هجومية متطورة وسفنًا بحرية ومدفعية ثقيلة ودبابات مصفحة لقصف مخيمات اللاجئين المزدحمة بالبشر وضرب المدارس والمستشفيات والمساجد والأحياء الفقيرة لسكان القطاع الصغير، الذين ليس لديهم قوة جوية ولا دفاع جوى ولا بحرية ولا أسلحة ثقيلة، لا وحدات مدفعية ولا دروع آلية، لا قيادة وسيطرة ولا جيش، ورغم ذلك يطلقون على مذبحتهم اسم الحرب.. إنها ليست حربًا، إنه القتل والإبادة الجماعية فى أوضح أشكالها.

إن إسرائيل صارت قوة متوحشة منفلتة لم تعد تأبه لأن يرى العالم صور الأطفال الفلسطينيين القتلى مصطفين كما لو كانوا نائمين على أرضية الساحات الخلفية للمستشفيات التى دمرها الجيش الإرهابى. ومع ذلك فكل هذه الوحشية والإساءة والعنف العشوائى لن تحقق لإسرائيل الأمن، لكنها ستخلق رِدّات فعل لا نهائية.. الأم والأب اللذان يموت طفلهما بقصف صاروخى أو بسبب الجوع أو لنقص اللقاحات أو الرعاية الطبية لن ينسيا، والصبى الذى يشهد إهانة أمه على أحد حواجز التفتيش لن ينسى. لقد تم شحن الذاكرة الجمعية الفلسطينية بما سيجعل حلم إسرائيل بالأمن سرابًا مؤكدًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذاكرة الفلسطينية الذاكرة الفلسطينية



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon