توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حب الحيوانات أقل تكلفة!

  مصر اليوم -

حب الحيوانات أقل تكلفة

بقلم - أسامة غريب

شاهدت ذات مرة في كندا تجمعا بشريا في الحى الذي كنت أسكنه، وعندما اقتربت وجدت الناس تشير إلى قطة صغيرة صعدت إلى شجرة، وكان من الواضح أنها تخشى النزول أو لا تقدر عليه، لهذا فقد ملأت الأفق بالمواء الذي نبه المارة إلى وجودها. بعد قليل حضرت قوات الدفاع المدنى التي استدعاها السكان، وقد ظل هؤلاء يحاولون استخدام السلالم التي تستعمل في إطفاء الحرائق للوصول للقطة بهدوء دون أن يثيروا فزعها حتى لا تزل قدمها وتسقط من فوق الشجرة. كل هذا كان يحدث بينما كاميرات التليفزيون تتابع الموقف وتنقله للجمهور في البيوت لحظة بلحظة. في ذلك الوقت أذكر أن صديقا عربيا كان يمر بالشارع أبدى لى دهشته من هؤلاء الناس الذين يعطفون على الحيوان ويتألمون لألمه، بينما لا يلقون بالا لبنى الإنسان من البؤساء والتعساء والفقراء والمحتلة أراضيهم.. أولئك الذين يلقون العذاب والهوان ولا يجدون الطعام أو شربة الماء النظيفة!..

كان الرجل الممتلئ بالحنق يتساءل كيف يكون هؤلاء الناس بكل هذا الحنان والرحمة مع القطط والكلاب وغيرها من ذوات الأربع، ولماذا ينزل بعضهم من بيوتهم كل يوم متوجهين إلى المتنزهات وهم يحملون الحبوب والبسكويت والرقائق من أجل إطعام الحمام واليمام والبط والوز؟ كيف يفعلون هذا بينما يتفرجون في برود على المجازر التي يتعرض لها الإنسان العربى في مناطق عدم الاستقرار؟. وكيف يمكن لهم أن يستمتعوا مع حيواناتهم الصغيرة بالحياة الهانئة الرغيدة بينما البؤساء الذين يموتون من شدة الجوع يملأون العالم في قاراته الخمس؟. لا أظن أن الإجابة صعبة.. في ظنى أن كل إنسان يحمل دائما قدرا من الضغينة تجاه بعض الناس الآخرين، وذلك طبعا لأن كل واحد لديه ذكريات أليمة في حياته ولديه إخفاقات وعذابات وقصص حب مجهضة تسبّب فيها إنسان آخر ولم يتسبب فيها حيوان!.. هذا فضلا عن أن حب الحيوانات والحدب عليها يمنح الإنسان شعورا بالرضا دون أن يكلفه شيئا، لكن تعاطفه مع إنسان مظلوم قد يقتضى تقاسم الرفاهية التي يحياها معه، وتعويضه عن الثروات التي نهبت من بلاده!.

الأمر نفسه ينطبق على أثرياء في الشرق الذين أخذوا عن الغرب الاهتمام بالحيوان باعتبار هذا الاهتمام من سمات الإنسان المتحضر. ومن الطبيعى أن الإنسانية الحقة كانت تقتضى من هؤلاء التعاطف مع بنى الإنسان.. لكنهم وجدوا التعاطف مع قطة أقل تكلفة بكثير. لا أقصد بالطبع أن كل محبى الحيوانات أشرار، لكن أغلبهم يفرغون طاقة الحنان لديهم في بعض مخلوقات الله دون بعضها الآخر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حب الحيوانات أقل تكلفة حب الحيوانات أقل تكلفة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon