توقيت القاهرة المحلي 10:33:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جرائم ولا عقاب

  مصر اليوم -

جرائم ولا عقاب

بقلم:أسامة غريب

أدان القضاء الأمريكى دونالد ترامب وقضى بتجريمه فى 34 تهمة وجهت إليه، وكلها بالمناسبة تهم ماسة بالشرف. كان العقلاء من البشر يتصورون أن اتهامًا واحدًا مما واجهه ترامب كفيل بأن يزرى به الناس فينصرفون عنه وينتهى مستقبله السياسى نهاية أليمة. لكن المدهش أن ثبات كل هذه الجرائم بحقه كان جالبًا لمزيد من الشعبية للرئيس الأمريكى السابق. والمسألة لا تتعلق بأن الجمهور يصدقه فى أنها تهم ملفقة وأنه برىء وطاهر الذيل، لكن الحقيقة أن عشرات الملايين من مؤيديه يحبونه لأنهم متأكدون من ارتكابه لكوكتيل جرائم متنوعة.

هناك من يظن أن الناس تحبه بالرغم من خروجه على القانون، لكنى على العكس أعتقد أنهم يحبونه بفضل هذا الجنوح لا بالرغم منه!. يحبونه ويرونه بطلهم ومخلصهم ولذلك لا يأبهون لجرائمه، وهم يرون فى أسلوبه فى الحياة وفى الحكم ما يعيد المجد لأمريكا فى الخارج ويرفع رؤوسهم فى الداخل. معنى هذا ببساطة أن هناك من القادة من يستطيعون أن يجتذبوا قطاعات واسعة من الناس عن طريق انتهاك الأعراف والقوانين، ومعناه أيضًا أن الناس توحشت وفقدت البوصلة بعد أن صادفت نماذج إجرامية تصل إلى أعلى درجات السلطة المالية والسياسية.

وإذا تركنا السياسة وتأملنا أحوال كل الذين يتعاملون مع الجماهير ويشتبكون معهم من دعاة ورجال دين وكذلك فنانين وإعلاميين سنجد أن الناس لا تنصرف عن الفاسد الذى تدمغه الأدلة وتشير إليه!. رأينا قبل سنوات قليلة أحد الدعاة اعتذر للناس لأنه ضللهم فى السابق عندما حرّم عمل المرأة وقيادتها للسيارة وخروجها بدون حجاب، وأفتى بأن كل ما سبق أصبح حلالًا الآن بفعل الاستفاقة التى أكرمه الله بها. لم يتعرض الرجل للازدراء والاحتقار كما كان متوقعًا وإنما أقبلت عليه الجماهير فى طبعته الجديدة المتساهلة كما كانوا يحبونه فى طبعته المتشددة السابقة. وأنا أظن والله أعلم أن الناس تحب الفاسد القادر على المناورة والخروج من تحت الركام فى ثوب جديد يناسب الظروف السياسية الجديدة..يحبون هذا النوع لأنه يطمئنهم إلى أن ما يفعلونه من أخطاء مغتفر لأن داعيتهم المشهور الذى يعمل بالزمبلك خرج سليمًا وأكمل مشواره فى ادعاء امتلاك العلم بالرغم من أن كل مؤلفاته مسروقة وقد أدانه القضاء وحكم عليه بالغرامة فى أكثر من قضية. وتحضرنى هنا واقعة دالة عندما كنت أجلس مع مجموعة أصدقاء فى أحد المنتديات وجاءت سيرة أحد الأشخاص فلعنه جميع الجالسين واستعاذوا بالله من شره وخبثه ونفاقه، ثم تشاء الصدفة أن يدخل علينا هذا الشخص بشحمه ولحمه وكرشه لأفاجأ بأن معظم من لعنوه قبل قليل قاموا يرحبون به فى حفاوة وبعضهم أخذ معه صورة سيلفى!.

الناس لا ترفض الفاسد طالما كان قويًا ونافذًا وذا ثروة، وقد كنت أظن أن هذه الأمراض خاصة بإنسان البلاد الفقيرة، لكنى اكتشفت أن المواطن الغربى أيضًا لم يعد حريصًا على معاقبة المخطئ والمجرم من المشاهير كما كان الأمر من قبل، والفضل لشخصيات ملهمة يأتى فى طليعتها دونالد ترامب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرائم ولا عقاب جرائم ولا عقاب



GMT 10:09 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:08 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:07 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:05 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... من سيكتب الدستور؟

GMT 10:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

اكتب أنت يا عندليب!

GMT 10:00 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أُهدى جائزتى.. إلى جريدتى

GMT 09:59 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الزمن الإسرائيلى

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon