توقيت القاهرة المحلي 04:30:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلطجة وبلطجة مضادة

  مصر اليوم -

بلطجة وبلطجة مضادة

بقلم - أسامة غريب

ينشغل العالم الآن بالحديث عن الصفقة الإيرانية- الأمريكية التى تنطوى على تحرير خمسة سجناء أمريكان مقابل استعادة إيران لستة ملايين دولار محتجزة لدى كوريا الجنوبية.

بعض المصادر تشير إلى اشتمال الصفقة على أموال أخرى مرتهنة لدى العراق واليابان. ومن أهم التصريحات الكاشفة والدالّة ما قاله «بلينكن»، وزير الخارجية الأمريكى، ردًّا على منتقديه من الجمهوريين الذين نددوا بالصفقة.

قال: إن استفادة إيران من الصفقة تقتصر على استعادتها أموالًا هى لها بالأساس!.. وهذا يوضح أن الأمر لا يخرج عن بلطجة أمريكية مارستها واشنطن فى حق إيران عندما أمرت كوريا الجنوبية بعدم سداد مستحقات طهران مقابل النفط الإيرانى، وبطبيعة الحال امتثلت سيول للعقوبات الأمريكية، التى تستند فقط إلى منطق القوة الذى تمارسه الولايات المتحدة مع خصومها وأعدائها على السواء.

لكن يبدو أن لعبة القوة والبلطجة ليست مقصورة على واشنطن وحدها، إذ إن إيران قد مارست إجراءات مضادة عندما قبضت على مواطنين أمريكيين وأصدرت فى حقهم أحكامًا قاسية بالسجن بعد أن أدانتهم بالتجسس. ويُقال إن هذه الصفقة هى نتاج وساطات عديدة، وهى إن كانت تستجيب للداخل الأمريكى المطالب بالإفراج عن السجناء، إلا أنها اعتُبرت انتصارًا للصبر والدبلوماسية الإيرانية التى تناور وتعرف كيف تضغط، بينما تتعرض لأقصى ضغوط، وقد يكون تعبير الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى مناسبًا تمامًا حين قال: صفقة الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة هى ترجمة لدبلوماسية ترافقها العزة، مقابل دبلوماسية الاستجداء.

وقد يتساءل البعض عن معنى الصفقة التوافقية بين العدوين اللدودين، فى الوقت الذى يرسل فيه الأمريكان طائراتهم المتقدمة إف- 35 ومدمراتهم البحرية وبرفقتها ثلاثة آلاف من مشاة البحرية لأجل مصاحبة السفن التجارية ومنع إيران من احتجازها فى مضيق هرمز. والحقيقة أن الأمر لا يدعو إلى أى دهشة، إذ إن هذا الإجراء العسكرى يهدف إلى تقليل قدرة إيران على ممارسة البلطجة المضادة واحتجاز السفن الغربية ردًّا على احتجاز ناقلاتها النفطية، وهو الأمر الذى تكرر مرارًا، وأرغم لندن وواشنطن كل مرة على الرضوخ والإفراج عن النفط الإيرانى. تهدف إدارة بايدن أيضًا إلى محاولة ترميم العلاقات مع دول الخليج، والتى تضررت كثيرًا بانسحاب واشنطن من المنطقة، وهو ما أدى إلى تدخل الصين لملء الفراغ وقيامها بمفاجأة العالم وعقد الصلح وتبادل فتح السفارات بين إيران والمملكة السعودية. ويمكن للمراقب الراصد أن يلمس تباطؤ وتيرة التقدم فى العلاقات بين الخليج وإيران بعدما كانت الوتيرة سريعة ومبشرة، لدرجة طموح إيران بإقامة نظام أمنى يعتمد على دول الإقليم ويستبعد أمريكا وأوروبا!.

يمكن كذلك ملاحظة توقف موجة الحنان الدافق من العالم العربى تجاه دمشق واقتصار الموضوع على كلمات المؤازرة دون الدعم الاقتصادى الواضح وضخ الأموال فى شرايين سوريا المنهكة. كل هذا نتج عن الدبلوماسية الأمريكية المكثفة التى سعت لاستعادة الأرض التى فقدتها مؤخرًا، ويبدو أن هذه المهمة ليست بالصعوبة التى تصورها بعض المتفائلين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلطجة وبلطجة مضادة بلطجة وبلطجة مضادة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon