توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بلطجة وبلطجة مضادة

  مصر اليوم -

بلطجة وبلطجة مضادة

بقلم - أسامة غريب

ينشغل العالم الآن بالحديث عن الصفقة الإيرانية- الأمريكية التى تنطوى على تحرير خمسة سجناء أمريكان مقابل استعادة إيران لستة ملايين دولار محتجزة لدى كوريا الجنوبية.

بعض المصادر تشير إلى اشتمال الصفقة على أموال أخرى مرتهنة لدى العراق واليابان. ومن أهم التصريحات الكاشفة والدالّة ما قاله «بلينكن»، وزير الخارجية الأمريكى، ردًّا على منتقديه من الجمهوريين الذين نددوا بالصفقة.

قال: إن استفادة إيران من الصفقة تقتصر على استعادتها أموالًا هى لها بالأساس!.. وهذا يوضح أن الأمر لا يخرج عن بلطجة أمريكية مارستها واشنطن فى حق إيران عندما أمرت كوريا الجنوبية بعدم سداد مستحقات طهران مقابل النفط الإيرانى، وبطبيعة الحال امتثلت سيول للعقوبات الأمريكية، التى تستند فقط إلى منطق القوة الذى تمارسه الولايات المتحدة مع خصومها وأعدائها على السواء.

لكن يبدو أن لعبة القوة والبلطجة ليست مقصورة على واشنطن وحدها، إذ إن إيران قد مارست إجراءات مضادة عندما قبضت على مواطنين أمريكيين وأصدرت فى حقهم أحكامًا قاسية بالسجن بعد أن أدانتهم بالتجسس. ويُقال إن هذه الصفقة هى نتاج وساطات عديدة، وهى إن كانت تستجيب للداخل الأمريكى المطالب بالإفراج عن السجناء، إلا أنها اعتُبرت انتصارًا للصبر والدبلوماسية الإيرانية التى تناور وتعرف كيف تضغط، بينما تتعرض لأقصى ضغوط، وقد يكون تعبير الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى مناسبًا تمامًا حين قال: صفقة الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة هى ترجمة لدبلوماسية ترافقها العزة، مقابل دبلوماسية الاستجداء.

وقد يتساءل البعض عن معنى الصفقة التوافقية بين العدوين اللدودين، فى الوقت الذى يرسل فيه الأمريكان طائراتهم المتقدمة إف- 35 ومدمراتهم البحرية وبرفقتها ثلاثة آلاف من مشاة البحرية لأجل مصاحبة السفن التجارية ومنع إيران من احتجازها فى مضيق هرمز. والحقيقة أن الأمر لا يدعو إلى أى دهشة، إذ إن هذا الإجراء العسكرى يهدف إلى تقليل قدرة إيران على ممارسة البلطجة المضادة واحتجاز السفن الغربية ردًّا على احتجاز ناقلاتها النفطية، وهو الأمر الذى تكرر مرارًا، وأرغم لندن وواشنطن كل مرة على الرضوخ والإفراج عن النفط الإيرانى. تهدف إدارة بايدن أيضًا إلى محاولة ترميم العلاقات مع دول الخليج، والتى تضررت كثيرًا بانسحاب واشنطن من المنطقة، وهو ما أدى إلى تدخل الصين لملء الفراغ وقيامها بمفاجأة العالم وعقد الصلح وتبادل فتح السفارات بين إيران والمملكة السعودية. ويمكن للمراقب الراصد أن يلمس تباطؤ وتيرة التقدم فى العلاقات بين الخليج وإيران بعدما كانت الوتيرة سريعة ومبشرة، لدرجة طموح إيران بإقامة نظام أمنى يعتمد على دول الإقليم ويستبعد أمريكا وأوروبا!.

يمكن كذلك ملاحظة توقف موجة الحنان الدافق من العالم العربى تجاه دمشق واقتصار الموضوع على كلمات المؤازرة دون الدعم الاقتصادى الواضح وضخ الأموال فى شرايين سوريا المنهكة. كل هذا نتج عن الدبلوماسية الأمريكية المكثفة التى سعت لاستعادة الأرض التى فقدتها مؤخرًا، ويبدو أن هذه المهمة ليست بالصعوبة التى تصورها بعض المتفائلين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بلطجة وبلطجة مضادة بلطجة وبلطجة مضادة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon