توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بركاتك يا مولانا (2)

  مصر اليوم -

بركاتك يا مولانا 2

بقلم : أسامة غريب

هذا الرجل الذى كُشفت له الحجب قد توصل فى الشهر التالى بعد اختراعه الذى حدثتك عنه إلى خلطة بسيطة مفرداتها موجودة عند أى عطار، لكن العبقرية تكمن فى النِسَب وطريقة المزج.. خلطة جديدة من شأنها لو تم استخدامها بحكمة أن تجعل ليّة الخروف أكثر نعومة ورقة مما هى عليه، وأظنك تشهد أن أحداً قبل سيدنا الشيخ لم يفكر فى مخلوقات ربنا ولا حاول أن يقدم لها ما يسعدها!

كنت قد فقدت القدرة على الدهشة وصرت أتوقع أن أسمع أى هراء، لذلك قررت أن أكمل معه مشوار العبث. سألته: وهل أنت وشيخك واثقان من أن تنعيم ليّة الخروف وتحمير مؤخرة القرد تمنح كلا من القرد والخروف السعادة التى يحلم بها، أم أنّ موزة وقليلاً من الفول السودانى قد تحمل للقرد بهجة أكثر من الشخبطة على خلفيته، وأن حزمة برسيم طازجة من الممكن أن تهب الخروف لحظات أطيب مما يحصل عليه وأنت تفرك ليته بعجينة عمك الشيخ. قال: عيب الإنسان أنه عَجول وأنانى لا يفكر سوى فى ملذاته، مع أنه لو منح نفسه لأفكارٍ سامية تتعلق بإسعاد سائر مخلوقات الله لشفّت روحه وارتقى بنفسه إلى درجات أعلى فوق سلم الإنسانية. قلت: ما شاء الله على الأفكار النبيلة.. وماذا فعلتم للفيل والغزال..هل اخترعتم مرهماً لزلومة الفيل وكريماً مرطباً لكعب الغزال؟. قال: أظنك تهزأ بى، ومع ذلك لا يا سيدى لم يخترع مولانا ما تقول، لكنه توصل لمحلول إذا ما ارتشف منه السنجاب رشفة واحدة اعتدل مزاجه اليوم بكامله فلا يتسلل إليه الضيق أو الكدرّ. قلت: وهذه المخترعات العظيمة التى أسعدت الناس.. كم تكلفت ومن الذى قام بتمويلها؟

قال: لا يهم كم تكلفت.. نحن ندفع راضين ولسوف نتحمل المزيد ما دام مولانا يرعانا ويخترع لنا.

قلت وقد عاودتنى حالة عدم التصديق: هل أنتم مجانين؟ ضحيتم بالقوت الضرورى لتدهنوا مؤخرة القرد وتعدلوا مزاج السنجاب؟.. ألهذا الحد نجح شيخكم هذا فى شخرمة أرواحكم فهجرتم التفكير السليم وتبنيتم كل هذه التخاريف؟ ماذا عن واقعكم المزرى يا رجل؟ أليس بوسع شيخكم هذا أن يقدم طعاماً للجائعين أو مساكن للبائسين أو وظائف للخريجين أو إغاثة للمنكوبين؟. قال ناظراً للأفق: إن رسالة شيخنا تتجاوز مطالبكم التافهة الخاصة بالأكل والشرب والزواج، فهذه وظائف الأتباع التافهين، أما سيدنا فإنه قبس من روح الله، قد بعثه إلينا ليحرر نفوسنا من الأغلال والقيود.

قلت يائسا من أن يفهم أو يعقل: أنا لا أطلب من شيخكم أن يحل لنا مشاكلنا فهى بالتأكيد لا تعنيه، ولكنى أسألكم أنتم: ألم يعد لكم اهتمام بأشياء البشر الفانية مثل فاتورة الكهرباء واشتراك التليفون وقسط المدرسة وثمن العشاء والطرق والشوارع والمستشفيات والمدارس وسائر الخدمات..ألم يعد شىء مما سبق يشغلكم بعد أن شفّت أرواحكم وجاوزت الغلاف الخارجى للأرض؟

قال: لن تفهم حتى تذوق. قلت: ذوقوا وحدكم يا ولاد العبيطة!.. ثم راجعت نفسى: كيف يذوقون وحدهم؟ إن السقف سيهوى علينا جميعاً.. فاللهم لطفك!

المصدر : صحيفة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بركاتك يا مولانا 2 بركاتك يا مولانا 2



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 04:39 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
  مصر اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد تزوير الانتخابات يدعمه إيلون ماسك

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة

GMT 13:06 2021 الثلاثاء ,08 حزيران / يونيو

أنشيلوتي يحسم موققه من ضم محمد صلاح إلى ريال مدريد

GMT 09:11 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحمل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon