توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حمولة مريبة على الطائرة

  مصر اليوم -

حمولة مريبة على الطائرة

بقلم - أسامة غريب

منذ سنوات كنت متوجهًا إلى كوبنهاجن، وعلى الطائرة قابلته يدخل من الباب ويتحرك في الممرات يبحث عن مقعده وفى يديه حقيبتان تثقلانه وتشدانه لأسفل. أخيرًا جلس بعد أن حشر الحقيبتين داخل رف الأمتعة وبدا أنه يلهث ويتنفس بصعوبة. بعد أن حلقت الطائرة غادر مقعده وجاء إلىّ حيث أجلس فحيانى وجلس بجوارى. أنا أعرفه.. هو موظف صغير أو بالأحرى «ساعى» يعمل معنا بشركة الطيران ومعروف بأنه كثير الأسفار من أجل البيزنس والتجارة، وهو يستغل تذاكره المجانية التي تقدمها شركات الطيران للعاملين بها ليزيد من دخله.

اندهشت أن يكون الرجل مسافرًا إلى الدنمارك من أجل تجارة الشنطة، فالمعروف أن هذه التجارة كانت تنشط في السابق من بيروت ثم انتقلت إلى لندن حيث كانت منتجات ماركس وسبنسر تباع في السوق السوداء بأسعار عالية، كذلك فإن بيزنس موظفى شركات الطيران اتجه في السنوات الأخيرة نحو جنوب شرق آسيا حيث المنتجات الجلدية متقنة الصنع في بانجكوك ومانيللا، وحيث الملابس التي تنتحل صفة الماركات العالمية التي يقوم بإنتاجها عمال وعاملات بؤساء يعملون في مصانع تحت الأرض بأجور متدنية في ظروف بالغة السوء.. فما الذي أتى بهذا الرجل إلى هذا البلد وهو واحد من بلاد الشمال الإسكندنافية التي لا تصلح لتجارة الشنطة، وحتى لو كانت تصلح لذلك فإن شحنته قادمة من القاهرة وليس العكس!.

عندما اقتربت الطائرة من الهبوط مال نحوى وقال بما يشبه الهمس: هل من الممكن أن تأخذ عنى واحدة من حقيبتى اليد حتى نخرج من المطار؟، شعرت بخوف غريزى إذ إننى أعرف الكثير من القصص عن أصحاب الشهامة الذين تطوعوا بحمل حقائب غيرهم وانتهى بهم الأمر في السجن بتهمة تهريب مخدرات.

قلت له: واضح أنك تحمل اثنتين من الهاند باج الثقيلة داخل الطائرة، فكيف بما وضعته في بطن الطائرة من أحمال لا بد أنها مفزعة!، ضحك محاولًا طمأنتى وأقسم أنه لا يحمل أي ممنوعات. رغم حذرى فقد ساعدته في إنزال أغراضه من رف الأمتعة وشعرت بظهرى يتداعى تحت وطأة حقيبة من المفروض ألا يكون بها ما لا يزيد على ثلاثة كيلو جرامات.. ولقد كان هذا كافيًا لأن أبتعد عن الرجل عند الخروج من باب الطائرة والمشى بالخطوة السريعة.

لكنى كنت أفكر وأنا أقف بطابور الجوازات في هذا الرجل وحمولته الغامضة وماذا عساها تكون.. أتراه يحمل مخدرات؟، وأى نوع يحمله؟، لقد تطور عالم الكيف حتى إن كيسًا صغيرًا من البودرة النقية يكفل لصاحبه ثروة، ولم يعد التجار يغامرون بنقل حمولات ثقيلة من الحشيش يسهل كشفها. بعد ختم الجواز توجهت إلى سير الحقائب وهناك رأيته يقف إلى جوار تروللى وضع عليه حقيبتيه الصغيرتين المملوءتين بالزلط، ثم أبصرته يرفع حقيبة ضخمة من فوق السير ويرصها على العربة. وبالرغم من وصول شنطتى فإننى تسمرت في انتظار أن أشاهد بقية حمولته.. ونكمل الحكاية غدًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمولة مريبة على الطائرة حمولة مريبة على الطائرة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon