توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ناجورنو كاراباخ

  مصر اليوم -

ناجورنو كاراباخ

بقلم:أسامة غريب

مرة أخرى يندلع القتال في إقليم ناجورنو كاراباخ، بعد هدنة استمرت ثلاث سنوات. هذه المرة لم تتدخل أرمينيا في القتال الذي جرى بين جيش أذربيجان وقوات مسلحة من العنصر الأرمينى الذي يسكن الإقليم الأذربيجانى!.
غرابة الوضع تدفع إلى التأمل، إذ إن السكان الأرمن يخاطبون الأمم المتحدة بشأن مبدأ الحق في تقرير المصير، ويقولون إن من حقهم أن يستقلوا بدولتهم الخاصة على الحدود ما بين أرمينيا وأذربيجان. لكن من ناحية أخرى فإن وجهة النظر الأذرية تقول إن الإقليم يُعتبر جزءًا من أراضى أذربيجان باعتراف العالم كله، بما فيه أرمينيا، فكيف يرغب سكانه في الانفصال أو الانضواء تحت حكم أرمينيا؟.

لم ينجح الاحتكام إلى العقل والتفاوض تاريخيًّا في فض الاشتباك بالإقليم، ولكن القوة هي التي فرضت نفسها دائمًا، فعندما كان الجيش الأرمينى في عز قوته، بعد تفكك الاتحاد السوفييتى نتيجة العتاد العسكرى الوافر والضباط المحترفين الذين عملوا بالجيش السوفييتى- ومعروف أن الاتحاد السوفييتى السابق كان يملك جيشًا ضخمًا جمع جنوده من ذوى الرتب الصغيرة من الخمسة عشر جمهورية التي شكلت الدولة، أما ضباطه ونخبته المقاتلة فكانت من جمهوريات قليلة، على رأسها روسيا، ومنها أوكرانيا ولاتفيا وأرمينيا.

أما الجمهوريات الإسلامية في القوقاز فكانت مصدرًا للأنفار فقط لا الضباط!- نتيجة لهذا، نجح الأرمن في فرض نفوذهم على منطقة ناجورنو كاراباخ، ثم استغلوا فائض القوة، وتوغلوا في أراضى أذربيجان، حتى احتلوا عشرين بالمائة منها.

انعكس الأمر عام 2020 عندما استعدت باكو ونظمت جيشها بمساعدة الأتراك والإسرائيليين، واجتاحت الإقليم، فحققت انتصارًا لافتًا، واسترَدّت معظم أراضيها المحتلة من أرمينيا. وطوال السنوات الثلاث الماضية ظلت المناوشات مستمرة بين الطرفين في ظل وجود قوات روسية تشرف على وقف إطلاق النار بالمنطقة. بالنسبة لروسيا فإن البلدين يُعتبران بمثابة اثنين من الأبناء، فأرمينيا هي الابن الذي تميل إليه بالقلب نتيجة الروابط الثقافية ووحدة المذهب الأرثوذكسى، أما الابن الأذرى فلا يمكن مخاصمته لأنه الأشد تفوقًا ببتروله وغازه وقوته الاقتصادية وعلاقاته المتميزة بتركيا وإسرائيل. تشعر أذربيجان بالتوجس من موسكو، ولا تثق في السلاح الروسى، بعد أن حققت انتصاراتها العسكرية بالسلاح الإسرائيلى والتركى، وتشعر أرمينيا بالخذلان لأنها كانت تتصور روسيا هي الظهر والسند، فتركتها تواجه الانكسار العسكرى، وتخسر الأراضى التي حازتها في حرب عام 1994.

لكن يمكن تفسير التقاعس الروسى نتيجة الميل والاندفاع الذي يُبديه «باشينيان»، رئيس الوزراء الأرمينى، تجاه الغرب وحلف الناتو المعادى لروسيا، لدرجة القيام، لأول مرة، بإجراء مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة في أوائل هذا الشهر. ومن المثير للدهشة في تشابك علاقات هذه المنطقة أن إيران ذات المذهب الشيعى، والتى توجد بأراضيها محافظة اسمها أذربيجان مجاورة لدولة أذربيجان، تناصر أرمينيا المسيحية ضد الجار الأذرى الشيعى. الوضع شائك هناك، ومَن يَعِشْ يرَ عجبًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناجورنو كاراباخ ناجورنو كاراباخ



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon