توقيت القاهرة المحلي 01:34:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ناجورنو كاراباخ

  مصر اليوم -

ناجورنو كاراباخ

بقلم:أسامة غريب

مرة أخرى يندلع القتال في إقليم ناجورنو كاراباخ، بعد هدنة استمرت ثلاث سنوات. هذه المرة لم تتدخل أرمينيا في القتال الذي جرى بين جيش أذربيجان وقوات مسلحة من العنصر الأرمينى الذي يسكن الإقليم الأذربيجانى!.
غرابة الوضع تدفع إلى التأمل، إذ إن السكان الأرمن يخاطبون الأمم المتحدة بشأن مبدأ الحق في تقرير المصير، ويقولون إن من حقهم أن يستقلوا بدولتهم الخاصة على الحدود ما بين أرمينيا وأذربيجان. لكن من ناحية أخرى فإن وجهة النظر الأذرية تقول إن الإقليم يُعتبر جزءًا من أراضى أذربيجان باعتراف العالم كله، بما فيه أرمينيا، فكيف يرغب سكانه في الانفصال أو الانضواء تحت حكم أرمينيا؟.

لم ينجح الاحتكام إلى العقل والتفاوض تاريخيًّا في فض الاشتباك بالإقليم، ولكن القوة هي التي فرضت نفسها دائمًا، فعندما كان الجيش الأرمينى في عز قوته، بعد تفكك الاتحاد السوفييتى نتيجة العتاد العسكرى الوافر والضباط المحترفين الذين عملوا بالجيش السوفييتى- ومعروف أن الاتحاد السوفييتى السابق كان يملك جيشًا ضخمًا جمع جنوده من ذوى الرتب الصغيرة من الخمسة عشر جمهورية التي شكلت الدولة، أما ضباطه ونخبته المقاتلة فكانت من جمهوريات قليلة، على رأسها روسيا، ومنها أوكرانيا ولاتفيا وأرمينيا.

أما الجمهوريات الإسلامية في القوقاز فكانت مصدرًا للأنفار فقط لا الضباط!- نتيجة لهذا، نجح الأرمن في فرض نفوذهم على منطقة ناجورنو كاراباخ، ثم استغلوا فائض القوة، وتوغلوا في أراضى أذربيجان، حتى احتلوا عشرين بالمائة منها.

انعكس الأمر عام 2020 عندما استعدت باكو ونظمت جيشها بمساعدة الأتراك والإسرائيليين، واجتاحت الإقليم، فحققت انتصارًا لافتًا، واسترَدّت معظم أراضيها المحتلة من أرمينيا. وطوال السنوات الثلاث الماضية ظلت المناوشات مستمرة بين الطرفين في ظل وجود قوات روسية تشرف على وقف إطلاق النار بالمنطقة. بالنسبة لروسيا فإن البلدين يُعتبران بمثابة اثنين من الأبناء، فأرمينيا هي الابن الذي تميل إليه بالقلب نتيجة الروابط الثقافية ووحدة المذهب الأرثوذكسى، أما الابن الأذرى فلا يمكن مخاصمته لأنه الأشد تفوقًا ببتروله وغازه وقوته الاقتصادية وعلاقاته المتميزة بتركيا وإسرائيل. تشعر أذربيجان بالتوجس من موسكو، ولا تثق في السلاح الروسى، بعد أن حققت انتصاراتها العسكرية بالسلاح الإسرائيلى والتركى، وتشعر أرمينيا بالخذلان لأنها كانت تتصور روسيا هي الظهر والسند، فتركتها تواجه الانكسار العسكرى، وتخسر الأراضى التي حازتها في حرب عام 1994.

لكن يمكن تفسير التقاعس الروسى نتيجة الميل والاندفاع الذي يُبديه «باشينيان»، رئيس الوزراء الأرمينى، تجاه الغرب وحلف الناتو المعادى لروسيا، لدرجة القيام، لأول مرة، بإجراء مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة في أوائل هذا الشهر. ومن المثير للدهشة في تشابك علاقات هذه المنطقة أن إيران ذات المذهب الشيعى، والتى توجد بأراضيها محافظة اسمها أذربيجان مجاورة لدولة أذربيجان، تناصر أرمينيا المسيحية ضد الجار الأذرى الشيعى. الوضع شائك هناك، ومَن يَعِشْ يرَ عجبًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناجورنو كاراباخ ناجورنو كاراباخ



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon