توقيت القاهرة المحلي 20:53:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أدوات سياسية شيطانية

  مصر اليوم -

أدوات سياسية شيطانية

بقلم: أسامة غريب

فى فبراير 2021 قامت إدارة الرئيس بايدن بشطب حركة أنصار الله اليمنية من قائمة الحركات الإرهابية التى أدرجتها عليها إدارة ترامب، لكنها منذ ذلك الحين تتوعد بإعادة وضع الحركة على نفس القائمة إذا لم تمتثل للمعايير التى تقبلها واشنطن فى السلوك السياسى!.. ويلاحظ أن حزب الله اللبنانى لم يحظ بنفس المعاملة الكريمة رغم أنه مثل تنظيم الحوثيين من ضمن الأذرع الإيرانية فى المنطقة، وربما كان التمييز هنا عائداً إلى فهمهم الدقيق لحزب الله الذى قد يقبل الهدية دون شكر ودون أن يردها! وقد يكون التذكير مفيداً بأن مثل هذه القوائم الأمريكية والأوروبية إنما شرعت كأدوات للسياسة الغربية تقوم بأدوار فى الترغيب والترهيب والتأديب والمكافأة. وعلى سبيل المثال فقد تم رفع اسم منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة المنظمات الإرهابية كتشجيع لها على الدخول فى عملية السلام، ونعلم جيداً أن هذا الإجراء لم يَعُد على الفلسطينيين بأى فائدة.. بالعكس لقد أعقب هذا القرار حركة استيطان واسعة فى الأرض المحتلة وحركة اعتقالات فى الضفة وغزة عجزت منظمة فتح عن الرد عليهما بأى وسيلة حيث كانت تخشى أن يعود الغرب لاتهامها بالإرهاب مرة أخرى!..
ورغم أن هذا التكتيك معروف فإن نتائجه جيدة دائماً، لهذا يتم استعماله كثيراً مع الدول والمنظمات والأشخاص المراد إغواؤهم وتدجينهم. وهناك أمثلة كلاسيكية من واقعنا العربى نتمنى أن تكون عبرة لمن يعتبر. لم يعد الآن خافياً الدور الذى لعبوه مع الرئيس الراحل أنور السادات عقب مبادرته بزيارة القدس وبدء محادثاته مع الإسرائيليين. لقد أخذت وسائل الإعلام الغربية تبالغ بالاحتفاء بالسادات والتغنى بثاقب فكره وشمول نظرته وبالغ حكمته وحرصه على السلام.. فعلت هذا بإلحاح كاسح لتشجيع السادات على المضى قدماً نحو السلام على الطريقة الإسرائيلية، بل إنها لإغرائه ودفعه إلى الشباك المخملية فإنها منحته لقب أحد أشيك عشرة رجال فى العالم وأكثرهم أناقة، وكان بالقائمة رجال مثل آلان ديلون وفرانك سيناترا وخوليو إيجليسياس.. كل هذا جعله يخشى القيام بأى حركة تُغضب هؤلاء المُحبين الذين اكتشفوا عبقريته وعرفوا فضائله، فقدم لهم ما طلبوه حتى لا يسحبوا منه لقب نبى السلام وحتى تظل صوره على أغلفة النيوزويك والتايم!. ومن المعروف أن أدواتهم فى الإغواء والمكافأة تشمل أيضاً جائزة نوبل للسلام التى يمنحونها عادة لمن يسمع الكلام ولا يتفوه بكلمات سخيفة مثل الحقوق والتعويضات والقانون الدولى وحق العودة، إلى آخر هذا الكلام الذى يضايق إسرائيل وأصدقاءها، فكان أن فاز بها السادات مناصفة مع مناحم بيجن، مثلما اقتسمها بعد ذلك ياسر عرفات مع إسحاق رابين. والآن صار واضحاً للعيان أن القضية الفلسطينية خسرت كثيراً عندما تم تدجين منظمة فتح دون عودة الأرض ولا إقامة الدولة، ومعروفٌ طبعاً أن ياسر عرفات الذى توّجوه بنوبل عادوا فقتلوه عندما أبدى التململ وخشى أن يقطع معهم بقية المشوار لتصفية القضية ودفنها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أدوات سياسية شيطانية أدوات سياسية شيطانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon