توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران والخوار الاستراتيجي

  مصر اليوم -

إيران والخوار الاستراتيجي

بقلم:أسامة غريب

بالرغم من ارتباط حزب الله بإيران واعتماده عليها فى التسليح والتدريب والدعم السياسى إلا أن هناك فارقاً واضحاً بين الاثنين يمكن تلخيصه فى أن المقاومة اللبنانية نجحت، على مدى سنوات، فى تثبيت معادلة ردع مع العدو، بحيث أصبحت أى رصاصة تعبر من فلسطين المحتلة إلى لبنان تقابلها رصاصة لبنانية فى الاتجاه المعاكس، وأى شهيد يسقط للحزب لابد أن تدفع إسرائيل فى مقابله قتيلا أو أكثر.

لدرجة أنه فى بعض الأوقات كانت إسرائيل تضع صورا هيكلية لجنود حتى تتيح لمقاتلى لبنان أن يطلقوا عليهم النار وينتهى الموقف، ومع ذلك كانت المقاومة لا تهدأ حتى تقتص لمن استشهدوا وتعيد تثبيت الوضع من جديد، فمعادلة الضاحية تقابلها تل أبيب جعلت إسرائيل تفكر كثيرا قبل أن ترسل طائراتها لتقصف لبنان. هكذا كان الوضع بالنسبة للمقاومة اللبنانية، أما بالنسبة لإيران فالمعادلة مختلفة.. استطاع العدو، طيلة العشرين سنة الماضية، أن يعربد فى إيران كيفما شاء.

يقتل العلماء ويفجر أجهزة الطرد المركزى ويستولى على وثائق الدولة الإيرانية ويبعث طائراته المسيرة تتجول فى مصانع السلاح وتقصفها من الداخل، وأخيرا يطلق صاروخا من تلة فى طهران ليدخل غرفة إسماعيل هنية ويقضى عليه. كل هذا فعلته إسرائيل دون رد، بل إن إيران لم تنتقم لمقتل قاسم سليمانى وتذرعت بمقولة إننا لن نجعل العدو يحدد رد فعلنا طبقا لما يريد!.

حزب الله يختلف فى هذا عن إيران، لكن ما الذى حدث إذن وجعل معادلة حزب الله تتغير لدرجة أن تجترئ إسرائيل على قتل فؤاد شكر ثم تقوم بعملية البيجر، وفى اليوم التالى تقوم باغتيال قادة قوة الرضوان فى الضاحية، ثم بعد مرور أسبوع تقدم على اغتيال السيد حسن نصرالله باستخدام ٨٠ طنا من الصواريخ والقنابل الخارقة للتحصينات. ما الذى حدث وجعل إسرائيل تضرب من دون خشية أن تتلقى ردا مؤلما؟.

الذى حدث أن إيران التى تتذرع دائما بالصبر الاستراتيجى الذى هو فى حقيقته خوار استراتيجى غلّت يد حزب الله عن الرد الفورى على اغتيال شكر. حزب الله الذى يحوز أكثر من ١٥٠ ألف صاروخ كان يستطيع ردا على قتل الرجل الثانى فى الحزب أن يطلق ألف صاروخ تمسح مناطق كاملة من الكيان الصهيونى. وقتها كان العدو الذى لا تردعه سوى القوة سيفكر كثيرا قبل أن يقوم بعملية البيجر.

لكن سكوت الحزب وعدم الثأر لفؤاد شكر والاكتفاء بعملية صغيرة هو ما جعل إسرائيل توقن أنها مهما فعلت فإن الرد سيكون شكليا لأن إيران تريد ترميم وضعها السياسى مع الغرب، وتحلم برفع العقوبات والظهور بمظهر الدولة الحريصة على السلام. موقف إيران البراجماتى الخاطئ هذا هو ما جعل اغتيال نصر الله ممكنا، والخطوة التالية بالنسبة لإسرائيل ستكون استباحة السماء الإيرانية وقصف كل ما حرصت إيران على حمايته. الحرص والتردد والجبن عاقبتهم مع إسرائيل أشد بكثير من عاقبة الإقدام والتهور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران والخوار الاستراتيجي إيران والخوار الاستراتيجي



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon