توقيت القاهرة المحلي 21:08:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لماذا يسرق الأغنياء؟

  مصر اليوم -

لماذا يسرق الأغنياء

بقلم - أسامة غريب

الفقر يقلل المناعة ويضعف المقاومة للانحراف، هذا بديهى، ولكن هل يعنى هذا أن الغِنَى يمنح حصانة ويجعل أصحابه بالضرورة شرفاء؟.. معروف طبعاً أنه ليس كل الأغنياء شرفاء وليس كل الفقراء لصوصا، لكن سؤالى هنا عن نسبة الفقراء والأغنياء بين الحرامية.. ترى هل يكون عدد المنحرفين الفقراء أكبر من عدد الأغنياء المنحرفين؟.. لا توجد إحصاءات موثقة في هذا الشأن يمكن الارتكان إليها، وحتى البحوث التي تقوم بها المراكز المتخصصة ليس بوسعها إعطاء نتائج دقيقة في هذا الصدد. ومع ذلك يمكن للراصد أن يقسّم الانحراف تبعاً لنوعه، وبذلك يسهل معرفة الوضع الطبقى للأخ المنحرف، فإذا كنا بصدد جرائم النشل في الأتوبيس، فليس من المتصور أن يكون مقترفها من الأغنياء، وكذلك حرامية الغسيل هم بالضرورة من الفقراء، أما جرائم الرشوة الكبرى التي تكون مبالغها بالملايين فهى تتم بالضرورة بين راشٍ غنى ومرتشٍ من كبار الموظفين، أي غنى أيضاً. نخلص من هذا إلى أن هناك من الانحرافات ما يكون صعب المنال بالنسبة للفقراء، فهم لا يستطيعون مثلاً أن يكونوا طرفاً في عملية بناء مخالف للاشتراطات، أو دواء تتم الموافقة عليه غير مطابق للمواصفات، أو عملية إرساء مناقصة على شخص لا يستحقها، أو تسريب معلومات اقتصادية يتحول على أثرها مضاربون بالبورصة إلى مليارديرات.. كل هذا انحراف ينظر إليه فقراء اللصوص بحسد، متطلعين إلى اليوم السعيد الذي يقفون فيه أمام المدعى الاشتراكى أو أمام قاضى تحقيق يسألهم عن مصادر أموالهم!.

عرفنا إذاً أن هناك جرائم يقترفها الفقراء ولا يتعدونها، مثل النشل وسرقة الشباشب من المسجد وعمليات النصب البسيطة التي تجرى في الشارع، إلى جانب عمليات أخرى تحتاج لنفوذ سياسى واقتصادى، لكننا لم نعرف بعد عدد اللصوص على كل جانب أو نسبتهم، كما أننا لم نفهم كيف أن الثراء لم يحصن أصحابه من الانحراف كما هو مفترض وكما يجرى في معظم بلاد العالم.. لماذا يوجد لصوص أغنياء بهذا الحجم في بلادنا؟.. أعتقد أنه يوجد أكثر من سبب، منها أن المال سايب وليس صعب المنال بالنسبة للنافذين والأثرياء، ومنها عدم الإحساس بالأمان حتى في وجود دخل معقول يكفل الستر، وأهمها هو غياب القانون، الأمر الذي يدفع الناس لمحاولة اكتناز المال كسبيل لحماية الأنفس والممتلكات ضد التعسف الذي يطول الفقراء على الدوام. الناس صاروا يدركون أن المال قد يكون عاصماً من السجن مهما عظمت الجريمة، وهم يفترضون أن صاحب المال إذا دخل السجن فإنه سرعان ما سيخرج حتى لو كانت جريمته هي القتل العمد!.

غياب القانون والكيل بمكيالين هو الذي يدفع الأغنياء للسرقة، أما في بلاد أخرى فإن حصانة المال العام ومنعة الموظف العمومى واتساع الطبقة الوسطى، تجعل الانحراف مقصوراً على الفقراء في معظم الأحوال.. والله أعلم.

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا يسرق الأغنياء لماذا يسرق الأغنياء



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon