توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لبنان يختار رئيساً

  مصر اليوم -

لبنان يختار رئيساً

بقلم أسامة غريب

أخيراً اختار لبنان رئيساً له، وأصبح ميشال عون هو الرئيس رقم 13 بعد أن ظل المنصب الرئاسى شاغراً منذ 25 مايو 2014، وهو تاريخ انتهاء ولاية ميشال سليمان. ومعروف أن الانتخابات الرئاسية اللبنانية هى أعجوبة الأعاجيب بسبب نظام المحاصصة الطائفية، الذى تَوافق عليه زعماء الطوائف اللبنانيون، ولا يرغبون فى تغييره. يتم انتخاب الرئيس عن طريق الاقتراع السرى بأغلبية الثلثين من أعضاء البرلمان، أى أن النواب هم الذين يختارون للشعب رئيسه، والأكثر طرافة أن هؤلاء النواب الذين اختاروا الرئيس عون لم ينتخبهم أحد، إذ إن عضويتهم التى تستمر أربع سنوات قد انتهت فى 7 يونيو 2013، وبدلاً من إجراء انتخابات نيابية جديدة، فإن الأعضاء الموقرين اجتمعوا قبل نهاية مدتهم بأسبوع واحد، ومدّدوا لأنفسهم العضوية النيابية، وأصبحوا نواباً دون أن يأخذوا رأى الشعب، بحجة أن البلد يعيش ظروفاً استثنائية! بعد ذلك عجز النواب- الذين لم ينتخبهم أحد- عن التوافق على اسم الرئيس بسبب تدخل الأطراف الدولية والإقليمية التى تقف وراء الكتل النيابية، فمَن يقبل به حزب الله يرفضه تيار المستقبل، ومَن يرضى به حزب الكتائب ترفضه حركة أمل، وهكذا. عامان ونصف العام من العناد والمكابرة التى لم يُنهها سوى أن السعودية نفضت يدها من لبنان، وتوقفت عن دعم سعد الحريرى، الذى كانت قد هيأته لمناوأة حزب الله والتصويت ضد مَن يختاره.

والحقيقة أن هناك أصواتا لبنانية كثيرة ارتفعت، مطالبة بأن يكون الاختيار للشعب اللبنانى مباشرة بعيداً عن مجلس النواب وبديلاً لفكرة التوافق، التى تجعل الرئيس يصل إلى مقعده وهو فى حالة ضعف بالغ بسبب الفواتير التى يتعين سدادها لمَن تنازلوا وصوَّتوا له. لكن من الواضح أن زعماء الطوائف لا يتحمسون للفكرة، التى قد تسلبهم نفوذهم وتحمل رئيساً قوياً من اختيار الشعب إلى قصر بعبدا. وإذا عدنا إلى التاريخ لوجدنا أن الرئاسات اللبنانية تنقسم إلى قسمين: الأول خلال فترة ما قبل الاستقلال، بداية من شارل دباس، الذى تم انتخابه عام 1926 حتى إميل إدة، الذى تم تعيينه عام 1943.. وفى هذه الفترة كان الفرنسيون هم الذين يختارون للبنان رئيسه سواء المنتخب أو المعين!.. أما فترة ما بعد الاستقلال، والتى بدأت فى 22 نوفمبر 1943 بانتخاب الرئيس بشارة الخورى، فقد كان مجلس النواب هو الذى يجتمع لاختيار الرئيس. والحقيقة التى لا مفر منها هى أنه لا يوجد فارق كبير بين عملية اختيار الرئيس تحت الاحتلال أو بعد الاستقلال، ونستطيع أن نقرر أنه باستثناءات بسيطة، فإن اختيار الرئيس فى فترة الخمسينيات والستينيات كان يتم برضا جمال عبدالناصر، أما فى السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات فقد كان الرئيس السورى حافظ الأسد هو الذى يختار رئيس لبنان، باستثناء بشير الجميل، الذى كان اختياراً إسرائيلياً، وهو على أى حال قد قُتل قبل تسلمه مهام منصبه، وكان قتله من أهم أسباب مذبحة صبرا وشاتيلا.

أما بالنسبة للرئيس ميشال عون، الذى حارب سوريا وصالحها وخاصم حزب الله ثم تحالف معه، فنستطيع أن نقرر أن اختياره كان انتصاراً إيرانياً، ما كان له أن يتحقق لولا أن السعودية رفعت يدها عن لبنان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لبنان يختار رئيساً لبنان يختار رئيساً



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon