توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المضمون هو الأهم

  مصر اليوم -

المضمون هو الأهم

بقلم:أسامة غريب

منذ انتهاء الخلافة العثمانية عام 1923 وهناك من يتطلعون إلى إحيائها من جديد، ويحلمون بالمشروع الإسلامى الجامع الذى سيضع المنطقة من حدود الصين شرقًا حتى المحيط الأطلسى غربًا تحت طوع الخليفة الجالس لا يهم أين، سواء فى القاهرة أو بغداد، فى قندهار أو سمرقند، فى طنجة أو الخرطوم.. المهم أن يمسك بالسلطة ويعيّن الولاة ويبسط سيطرته على الدولة، بحيث إذا استجارت به امرأة فى إقليم سنكيانج أرسل لها جيشًا جرارًا لا يعود إلا ومعه رأس الوغد الزنيم الذى ضايقها.
ربما أن حالة الاستباحة التى تعيشها معظم بلاد المسلمين اليوم تغذى أحلامًا وهمية لدولة خيالية يظنونها كانت موجودة.. دولة لا يستطيع المعتدى الإسرائيلى أو الأمريكى أن يشن عليها غاراته وهو آمن من العقاب.

لكن الحقيقة أن دولة الخلافة فى كل العصور لم تحمل للمواطن العادى الكرامة ولقمة العيش.. ربما تكون هناك غزوات وبعض الانتصارات العسكرية، لكن كرامة المواطن العادى وأمانه شىء آخر، ومع ذلك فإن دولة كإيران مثلًا لا يستطيع أشد أعدائها أن يهاجمها بعد أن تحققت لها المنعة دون أن يحكمها خليفة المسلمين، كما أن ماليزيا يعيش شعبها فى أمان وسلام دون أن يرغب أحد فى إيذائها ولا تحتاج لخليفة يرسل واليًا من إسطنبول ليحكمها!. الأهم من هذا كله أن دولة الخلافة بالصورة التى كانت عليها منذ قيام الدولة الأموية حتى سقوط الدولة العثمانية متحققة تقريبًا فى كل بلاد المسلمين، فالحاكم سلطاته مطلقة مثل الخليفة تمامًا، وهو يمثل السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية فى آن واحد مثلما كان الحال عليه على زمن الخلافة الجميل.

يستطيع الحاكم أن يوزع صرر الدنانير على من يشاء، ويمكنه أن يلقى فى السجن من يشاء. نفس المشيئة الإلهية التى كانت للخليفة زمان مازال ينعم بها حكام بلاد المسلمين، كذلك دسائس القصور والمؤامرات مازالت موجودة، والصراع الضارى من أجل الكرسى مازال قانونًا ساريًا، وكأننا لم نبرح الدولة الأموية أو العباسية أو العثمانية. يمكن القول أيضًا إن سلوك ملوك الطوائف وتحالفهم مع الأعداء ضد الأشقاء ليس موجودًا فى كتب التاريخ فقط، وإنما هو واقع يعيشه المسلمون حاليًا بعد أن صارت إسرائيل أقرب إليهم من أنفسهم!. وهذا يعنى أن أسلوب الحكم الذى أدار به الخلفاء شؤون البلاد مازال هو نفسه، وطريقة التعاطى بين المواطنين والجالسين على مقاعد السلطة ما زالت كما هى فى معظم بلاد المسلمين.. ليس هناك حقوق، وإنما هى منح وعطايا من ولى النعم ومانح الخيرات، يستطيع الحاكم أن يمنح وأن يمنع، يستطيع أن يقصف الرقاب إذا واتاه مزاجه مثلما كان يفعل الخلفاء الذين كان لكل منهم سياف داخل القصر يقطع رقبة من يشير عليه الخليفة دون قضاء أو محاكمة!.

دولة الخلافة موجودة بكل خصائصها، فلماذا لا يستمتع بها هؤلاء الراغبون فى إحيائها.. هل كل ما يهمهم هو اسمها؟.. أليس المضمون هو الأهم؟.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المضمون هو الأهم المضمون هو الأهم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon