توقيت القاهرة المحلي 13:17:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عم بطاطا الذي نحبه

  مصر اليوم -

عم بطاطا الذي نحبه

بقلم:أسامة غريب

أتفهم أن المبدع يتنازل أحيانا تحت ضغط الحاجة أو المجاملة ليؤدى ما لا يقتنع به تماما. وبصراحة كان هذا هو ظنى عندما استمعت للمرة الأولى إلى أغنية «تعرف تتكلم بلدى» فى فيلم سكوت هنصور. قلت لنفسى إن جمال بخيت ليس فى حاجة ليثبت لنا كل يوم أنه شاعر موهوب متفرد، فقد عرفنا هذا على مدى سنوات، وأنا شخصيا عرفت جمال وأشعاره من قبل أن يصير مشهورا، عرفته حين تزاملنا فى كلية الإعلام وكان يكبرنى بعام.

عشنا أجمل الأوقات داخل الجامعة وأثناء الرحلات ونحن نستمع لتجاربه الأولى الناضجة. ثار الحديث فى الفترة الأخيرة عن الأغنية التى قدمتها لطيفة فى حفل خليجى مع تغيير الكلمات لتصير عربى بدلاً من بلدى ومصرى. بصراحة لم أتجاوب مع الناقدين لأن من قام بالتعديل هو الشاعر نفسه ولم يتم العبث بالغنوة من وراء ظهره. ومع ذلك أحسست بأن الغضب والغيرة يقعان فى غير محلهما، حيث إن الأغنية الأصلية لا تستحق أى غضب أو أى غيرة، فهى مكتوبة ليوسف شاهين الذى لم يكن يتذوق الشعر ولا يميز بين الجيد فيه من الردىء، ومن الواضح أن جمال كان فى عجلة من أمره أو أراد المجاملة فجاءت هكذا!.

وبصراحة أكثر رأيت الأغنية لائقة على هذا الفيلم البائس الركيك، ورغم أنها لم تعجبنى فإننى لم أكتب عنها لأنه ليس من العدل أن أمسك عن الكتابة حول إبداعات الشاعر الكثيرة، ولا أتناولها بالثناء ثم أتشبث بعمل يتيم ضعيف وأكتب عنه. لكن بعد الضجة الأخيرة يحق لى أن أقول رأيى.. البداية: تعرف تتكلم بلدى وتشم الورد البلدى.

أى عظمة تكمن فى الكلام البلدى؟ إن المصريين اعتادوا أن يسخروا من كل ما هو بلدى سواء فى الملابس أو عفش البيت أو طريقة الكلام، واعتادوا أن يقولوا بلدى على السوقى من الأفعال والأقوال، وفى هذا الصدد يمكن التمييز بين الشعبى والبلدى، فالشعبى يرمز للأصالة والارتباط بالجذور، وأغانى محمد رشدى على سبيل المثال تمثل الشعبى بينما أغانى كتكوت الأمير وحمو بيكا وحنكورة وكزبرة تمثل البلدى الممجوج.

ثم أى تمييز يكمن فى القدرة على شم الورد البلدى؟ إن أى صاحب أنف يمكنه ذلك دون أن يكون مصريا!. أما عن الحلم العصرى فهذا لزوم القافية فقط لأنه لا أحلام عصرية تجمع المصريين، وما يحلم به نصف الشعب يخشاه ويتوجس منه النصف الآخر!. جمال بخيت الحقيقى هو الذى قال: على باب الجنة يا طعم التوت.. أنا ممكن أحب لحد ما أموت.. وأزرع لك جوة البحر بيوت.. وأخلى سنين الصعب تفوت. أنا أشيل الشقا وانتى تطبطبى.. وأتعبلك وانتى بلاش تتعبى. على باب الله شباك النبى. وجمال هو القائل: ولا بتهش ولا بتنش وبقيت زى الدود فى المش. قوم واتلحلح بقى واتحرك وبلاش جوه العش تكش. جمال بخيت الذى نعرفه ونحبه هو «عم بطاطا» مش تقول لى كلام بلدى وورد بلدى وسمن بلدى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عم بطاطا الذي نحبه عم بطاطا الذي نحبه



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon