توقيت القاهرة المحلي 07:57:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فريد الأطرش والمتنمرون

  مصر اليوم -

فريد الأطرش والمتنمرون

بقلم:أسامة غريب

رغم رحيل ملوك الغناء، أمثال أم كلثوم وعبد الوهاب وفريد وعبد الحليم ومحمد فوزى، إلا أن الحديث عنهم لا ينقطع على صفحات الجرائد والمجلات، وفى وسائل التواصل الاجتماعى.

ومن وقت إلى آخر يثور السؤال: لماذا لم يغن حليم من ألحان فريد الأطرش؟، وكذلك لماذا لم تجمعه أغنية بلحن لمحمد فوزى؟، وعند الإجابة عن السؤال دائمًا ما يظهر حديث عن مؤامرات خفية وضرب تحت الحزام وجهات شريرة لم تشأ أن تظهر ألحان تجمع بين قمم الغناء والتلحين.

لكن حقيقة الأمر أن فوزى لم يلحن لعبد الحليم لأنه لم يكن مشغولًا أبدًا بتقديم ألحانه إلى المطربين الرجال الذين ينافسونه، وأغلبهم يلحن لنفسه، لكنه قدم ألحانه بسخاء للسيدات أمثال ليلى مراد ونور الهدى ونجاة على وصباح وشادية ونازك ونجاة الصغيرة وفايزة ووردة، بينما ضنّ بفنه على الرجال، ولم يقدم لهم شيئًا باستثناء أغنية لعبد المطلب وأخرى لمحمد قنديل تقريبًا.

نفس الأمر بالنسبة لفريد الذى كان تلحينه لنفسه هو الأساس، مع مساندة المطربات بطلات أفلامه. لكن إذا كان الأمر كذلك، فلماذا عاش فريد لسنوات وهو يشعر بغصة، لأن أم كلثوم وعبد الحليم لا يطلبان منه ألحانًا ولا يرحب أى منهما بالتعاون الفنى معه؟، فى اعتقادى أن الحرب الشعواء التى تعرض لها فريد فى الوسط الفنى أفقدته الثقة فى نفسه، وجعلته يرغب فى التحقق من خلال التلحين للغير، وهو الأمر الذى لم يكن يشغله فى فترة الأربعينيات والخمسينيات، قبل ظهور عبد الحليم، وقبل تعاون أم كلثوم مع الملحنين الشبان. هذه الهزة النفسية جعلته يفرح بالتلحين لمحمد رشدى ومحرم فؤاد!.

لكن إذا أدخلنا الجمهور فى هذه المعادلة فإننا سنرى أن موقف الجمهور من فريد الأطرش اختلف عن موقفه من عبد الحليم وعبد الوهاب وأم كلثوم ومحمد فوزى، فالناس جميعًا تعشق الأسماء السالفة بلا تحفظ، لكن بالنسبة لفريد فقد انقسم الجمهور إزاءه إلى جانب يحبه بجنون ويتبعه حيثما رحل، وجانب آخر لا يتحمس له، بل ويسخر من طريقته فى الأداء.

ومن سوء الطالع أن بعض الفنانين كانت نظرتهم لفريد غير إيجابية، وكانت آراؤهم الحقيقية التى يعبرون عنها بعيدًا عن وسائل الإعلام تشى بعدم إعجاب بعالم فريد الفنى ومفرداته وجمله اللحنية وغنائه، ويقال إن عبد الوهاب كان سببًا فى انتشار هذه الرؤية بين الفنانين، وأنه كان يشجع فى مجالسه على السخرية من فريد، رغم أنه لم يتورط فى هذا بشكل مباشر، وإنما كان يشارك بالضحك فقط!.

ومع ذلك فإن ذلك الجانب من الجمهور العاشق لفريد نجح فى تتويجه وسلطنته ورفعه عاليًا، فكان اسمه فى الأفلام يُكتب قبل أى اسم ولو كان فاتن حمامة، وكان أجره أعلى من أى أحد آخر، وكانت أفلامه وحفلاته، التى تثير سخرية حليم وعبد الوهاب وأم كلثوم، تحقق أعلى الإيرادات وتحقق للمنتجين أكبر المكاسب، وربما أن هذا ما كتب له الخلود والمكانة فى دولة الغناء العربى رغم أنف المتنمرين!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فريد الأطرش والمتنمرون فريد الأطرش والمتنمرون



GMT 09:41 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 09:40 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 09:38 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 09:37 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 09:36 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 09:35 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 09:33 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 09:32 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 06:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
  مصر اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon