توقيت القاهرة المحلي 08:28:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترامب وبدائل داعش

  مصر اليوم -

ترامب وبدائل داعش

بقلم : أسامة غريب

ليس خافياً أن إيران وهى تسعى لدفع شبح العدوان الذى تهددها به أمريكا وإسرائيل قد تمددت ونشرت نفوذها على الأرض العربية فى كل من العراق وسوريا ومن قبلهما لبنان، وأصبح اتصال خط الإمداد بين إيران والجنوب اللبنانى عبر العراق وسوريا هدفاً لا تغفل عنه طهران لحظة واحدة، لأن هذا الاتصال يشكل الرادع الحقيقى لكبح إسرائيل ومنعها من قصف إيران كما استسهلت من قبل قصف مصر وسوريا والعراق ولبنان والأردن وتونس والسودان لدى استشعارها الخطر القادم من هذه البلدان. وقد يشكل هذا الطرح الإجابة عن سؤال داعش الذى حير الناس كثيراً، مَن هم؟ ومن أين أتوا؟ ولماذا فى هذه المنطقة بالذات؟.. لقد تم السماح لداعش بالنشوء والارتقاء فى هذا الجزء من سوريا (الرقة ودير الزور) وهذا الجزء من العراق (الموصل) من أجل قطع الطريق على إيران ومنعها من الحصول على طريق سالك من طهران لبيروت.. لقد استغلت أمريكا وإسرائيل المهاويس من المتطرفين الذين يحفل بهم العالم العربى والإسلامى لتدغدغ خيالهم بحلم دولة الخلافة، ولم تتردد بعض الدول الخليجية فى تقديم المال والسلاح، كما أن تركيا كفلت لهم التدفق من حدودها إلى الأرض السورية والعراقية لهذا الهدف الذى يحقق صالح إسرائيل بتجريد إيران من ورقة حزب الله والممر الذى يمكن عند اللزوم أن تندفع منه القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية إذا ما وقعت حرب فعلية بين إيران وإسرائيل.

ولعل الهزائم والانكسارات التى منى بها تنظيم الدولة الإسلامية مؤخراً فى سوريا والعراق قد أحبط الأمريكان والإسرائيليين، فاتجهوا إلى مساندة الأكراد السوريين واعتمدوا عليهم فى الدور الذى فشل الدواعش فى أدائه. ورغم ذلك لا يتوقف الإسرائيليون وحلفاؤهم الأمريكان عن التفكير فى كل الاحتمالات والبدائل.. ماذا لو وقفت تركيا عائقاً دون تقدم الأكراد واستيلائهم على المدن والأراضى التى يحتلها تنظيم الدولة؟ وماذا لو نجح بشار الأسد بمساعدة الإيرانيين والروس فى لجم التقدم الكردى ووضعوا أيديهم فى يد تركيا التى تشاركهم الخوف من الأكراد؟.. هنا كان الحل الذى أخرجه الرئيس ترامب ومعاونوه، وهو أن يدفع السعودية وأصدقاءها العرب إلى أن يخوضوا غمار هذه الحرب ضد إيران بأنفسهم فى حال فشل الدواعش والأكراد فى سد الطريق الواصل بين طهران والحدود الإسرائيلية!.

ولعل من الضرورى هنا الإشادة بموقف مصر، التى لم تنزلق إلى حروب خارج حدودها، ولم تمتثل لرغبة البعض فى استخدام جيش مصر كما تفعل بجيوش دول أخرى، تحارب من أجل المال لتحقيق نصر لا يخصها!. ولكن من السيئ جداً أن يشير ترامب وبعض معاونيه إلى جيش مصر باعتباره أكبر جيش سنى فى المنطقة، وكان ينبغى أن يتم الرد عليه بأن جيش مصر ليس سنياً ولا شيعياً ولا هو جيش طائفى، فهو جيش يتشكل بضباطه وجنوده من المصريين بمسلميهم ومسيحييهم ولا شأن للدين بتكوينه أو بعقيدته القتالية، وندعو الله أن يظل كذلك بعيداً عن خطط ترامب وغلمانه!

المصدر : صحيفة المصري اليوم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترامب وبدائل داعش ترامب وبدائل داعش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon