توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفلايكى وتركيبة الحواوشى

  مصر اليوم -

الفلايكى وتركيبة الحواوشى

بقلم: أسامة غريب

وضع شرحبيل بن نوسة الشيشة جانبا، ونادى على صبى القهوة ليرفع الأكواب والفناجين حتى يخلى الترابيزة تمهيدا لطلب طعام الغداء. كان يجلس معه حمامة الفلايكى إلى جانب زوج أمه إبراهيم كازوز، وكذلك نعيم شمبانزى، صاحب دكان البقالة. قال شرحبيل: ما رأيكم فى أن أطلب عشرة أرغفة حواوشى مع طقم مخلل من عند سعيد معزة؟. انتفض إبراهيم كازوز قائلاً: كله إلا سعيد معزة.. ألا تعرفون أنه يطعمكم لحم حمير، أم أنكم تعرفون وتتظاهرون بالجهل حتى يسهل عليكم أكل الحواوشى اللذيذ؟. سرت همهمة بين الجالسين حسمها حمامة الفلايكى الذى قال ضاحكا: عجيب أمركم يا قوم، ومعلوماتكم عما يجرى فى دنيا الطعام محدودة وقديمة. صاح إبراهيم كازوز: هل تنفى يا حمامة أن هذا الملعون يبيع لحم حمير؟. قال الفلايكى: إننى مندهش من أن هذا الرجل حصل على لقبه فى الزمن البعيد انطلاقا من أنه كان يصنع النيفة من لحم المعيز، ولهذا صار اسمه سعيد معزة، واليوم لا أدرى ماذا يجدر بنا أن نسميه!. قال نعيم شمبانزى: إذا كنتم تنوون تغيير اسمه بناء على المعطيات الجديدة، أفلا تتأدبون معى أنا أيضا وتمنحونى اسما جديدا خلاف نعيم شمبانزى؟.
قال شرحبيل: إن حمامة هو الذى منحك اللقب، ولو أنه شعر بوجود معطيات جديدة لقام بتغيير الاسم، لكن يبدو أن الأسباب القديمة الخاصة بسحنتك مازالت كما هى!. سكت نعيم على مضض، بينما أخذ حمامة يشرح الأمر قائلا: لقد بدأ مشروع الحواوشى زمان فى التوفيقية بنزاهة وشرف عند الرجل الذى ابتدع الأكلة، وكان عمادها الأساسى هو اللحمة المفرومة الطبيعية، لكن طمع الدنيا ودخول ولاد الحرام فى اللعبة جعلهم يقللون من اللحم ويزيدون من الدهون والتوابل حتى تتعاظم المكاسب.

بعد ذلك زادت الدنيا الضيقة ضيقا، فدخلت عناصر جديدة فى مكونات الرغيف، أهمها لحم الحمير، لكن مع الوقت أصبح سعر الحمار فوق طاقة محلات وعربات الحواوشى، فلجأوا إلى الكلاب التى تميزت بأن الحصول عليها مجانى أو قليل التكلفة، لكن محلات الكباب التى اعتمدت على لحم الكلاب الشبيه بالضانى جعلت الحصول على كلب محترم كالحصول على الماء فى الصحراء، هنا فكر الحواوشية فى القطط كبديل، لكن اصطياد القطط لم يكن سهلا، ودائما ما أصيب الصياد بجروح وخدوش وهو يحاول إخضاع القطة، فضلا عن صوت المواء الحزين الذى يقطع نياط القلب.. أما الفئران والعِرَس فهى تدخل المفارم صدفة ولا يمكن الاعتماد عليها. قال حمامة هذا ثم نظر إلى المستمعين الذين أنصتوا باهتمام وأردف: الآن لا الحمير ولا الكلاب ولا القطط تسمح ببيع الرغيف بسبعة جنيه. قال نعيم: ماذا يطعموننا إذن يا فلايكى؟ قال حمامة الآن يفرمون الكرتون.. صناديق الكرتون الخاصة بالبيض وغيره يفرمونها مع منحها لونا أحمر وإضافة بعض الشغت والدهن والعظام المفرومة.. هذا هو الحواوشى الموجود فى الأسواق الآن. بعد أن فرغ حمامة من الشرح أشار شرحبيل لصبى القهوة وقال له: اذهب إلى سعيد معزة وهات لنا عشرة أرغفة حواوشى واطلب منه يقلل الكرتون ويزود الدهن!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلايكى وتركيبة الحواوشى الفلايكى وتركيبة الحواوشى



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon