توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثنائيات فى حياتنا

  مصر اليوم -

ثنائيات فى حياتنا

بقلم:أسامة غريب

ربما كان أشهر سؤال فلسفى فى مواجهة النفس، ذلك السؤال الذى وجهه لنفسه هاملت أمير الدانمارك فى مسرحية شكسبير الشهيرة عندما قال: أكون أو لا أكون.. تلك هى المسألة.

ليس من قبيل التندر أن نذكر مجموعة أخرى من المواقف وجد الإنسان المصرى نفسه فى مواجهتها، وكان عليه دائمًا أن يتخذ مسؤولية الاختيار. من هذه الأسئلة سؤال المائدة المصرية الشهير: صدر ولا ورك..هذا السؤال لا تخلو منه طاولة طعام يتحلق حولها أبناء الأسر المصرية المتوسطة..لا بد أن تسأل ربة الأسرة التى تقوم بالتوزيع: صدر ولا ورك، بصرف النظر عن نوع المسكين المتصدر للسفرة، ديك رومى، دجاجة، بطة أو حتى أرنب، وبصرف النظر عما إذا كان فى استطاعة ست البيت تلبية طلب كل فرد.

هناك أيضًا السؤال الشهير: لحمة ولّا فراخ؟.. ذلك السؤال الذى يتلقاه ركاب معظم شركات الطيران، حيث لا يوجد خيار الأسماك والقشريات من جمبرى وكابوريا واستاكوزا. مكتوب دائمًا على ركاب الدرجة السياحية أن يجيبوا بسرعة على السؤال قبل أن تتخطاهم المضيفة وتمضى فى طريقها المحتوم نحو مؤخرة الطائرة تاركة معظم الركاب نادمين على أنهم لم يطلبوا الوجبة الأخرى التى فى يد جارهم، رغم أن نفس الجار تعصف به نفس الهواجس!.

ولا يمكن أن ينسى المصريون السؤال المؤلم الذى واجهته الكثير من الأسر المصرية التى راحت ضحية شركات توظيف الأموال فى الثمانينيات. كان السؤال هو: صابون أم مكرونة؟ عرفت مصر فى ذلك الوقت شركات توظيف الأموال وأشهرها الريان والسعد والشريف والهدى مصر.. كانت هذه الشركات تمنح المودعين فوائد مرتفعة، ولكى تفى بوعودها كانت تقوم بمنح المودعين القدامى الفلوس من أموال المودعين الجدد!..

وعندما بدأت الفضيحة تتكشف والإفلاس يلوح تدخلت الحكومة وأغلقت الشركات. فى ذلك الوقت وجد المودعون أنفسهم أمام السؤال الكاوى: مكرونة ولا صابون، ذلك أن اللصوص عرضوا لتسوية مديونياتهم مع المودعين أن يقدموا لكل ضحية واحد على عشرة من فلوسه فى صورة سلع لا يحتاجها، فمن كان له مليون جنيه منحوه بمائة ألف جنيه مكرونة!.

سؤال آخر من نفس النوعية قفز إلى حياتنا بعد بناء ما يسمى بالقرى السياحية.. هذا السؤال هو: أرضى بحديقة أم أول بروف؟ والحقيقة أنه لا يوجد فى تسعين بالمائة من الحالات لا أرضى بحديقة ولا أول بروف! لا يوجد سوى أخذ أموال الحاجزين فى صورة مقدم وأقساط دون أن يكون هناك موعد محدد للتسليم. تمر السنون والبناء لا يتقدم، وحتى إذا حدثت المعجزة واكتمل البناء إما أن يكتشف الحاجزون أنه لا توجد إمدادات مياه بالقرية، أو يكتشفوا أن الشركة التى باعت لهم الشاليهات لا تمتلك الأرض وأن صاحبها المغامر قد بنى على أرض لا تخصه. وإلى جانب هذه الأمثلة وهذه الثنائيات هناك الكثير غير أن المساحة لا تحتمل، فإلى فرصة أخرى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثنائيات فى حياتنا ثنائيات فى حياتنا



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon