توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عبث ثقافى

  مصر اليوم -

عبث ثقافى

بقلم:أسامة غريب

كل الأصدقاء الناشرين، ما إن تقابل أحدًا منهم حتى يبادر بسؤالك عن أخبار الرواية الجديدة، وهل فرغت من كتابتها!. تسأل: أى رواية؟، يُقال لك: أنت بالضرورى منهمك فى رواية.. أليس كذلك؟.. والحقيقة أن الأمر هو كذلك فعلًا لأننى عاكف على كتابة رواية جديدة، لكن ماذا عن الكتاب الساخر الذى أنهيته وأعطيه الأولوية فى النشر، وماذا عن الكتاب الآخر المعنىّ بالحياة الفنية فى مصر من سينما ومسرح وموسيقى وشعر، والذى فرغت أيضًا من كتابته؟. لا أحد يريد كتابًا به أفكار ووجع دماغ أو به كوميديا تغسل النفس.. الجميع يبحث عن الرواية التى تتيح لدار النشر التقدم للجوائز!. وإلحاقًا بهذا الكلام، فقد لاحظت منذ فترة أن أكثر من صديق وعددًا لا بأس به من المعارف ما إن يلقاك حتى يخبرك أنه مشغول بكتابة الرواية الجديدة التى تأخذ كل وقته ولا تترك له مساحة للتنفس. كنت فى البداية أتساءل فى براءة: أى رواية؟.. لكنى تعلمت بعد ذلك ألا أبدى دهشة، وأن أتماهى مع حديث الرواية «المعصلجة»، التى تأخذ وقت الأخ وتشغل أيامه ولياليه.

هل هى صرعة أصابت الناس جميعًا حتى حسب معظمهم أن الله قد خلقه روائيًّا راصدًا وقادرًا على سبر أغوار البشر وفك شفرة العلاقات بين الكائنات وصياغة هذا كله فى عمل أدبى، وتحديدًا الرواية؟.

لا شك أن ما شاع بين الناس عن أننا نعيش فى عصر الرواية، التى صارت لها الغلبة على غيرها من الأجناس الأدبية، هو سبب من أسباب حلم الكثيرين بكتابة رواية دسمة يحفر بها اسمه بين الكُتاب، وحتى لو لم تُصب نجاحًا، فقد وضعته فى كادر كُتاب الرواية أصحاب الأعمال المنشورة. ومما يؤسف له أن هناك من الأدباء الذين أهملوا ما كان يمكن أن يصدر عنهم من أعمال قصصية أو مسرحية أو شعرية لصالح الرواية، التى تغريهم بإمكانية الحصول على الشهرة والمال والجوائز، فى زحمة حياة أدبية فقدت البوصلة، وفقدت نقاد الشعر والمسرح، ولم يبقَ بها سوى بعض نقاد الرواية المتطلعين لنفس مكاسب المقبلين على كتابة الرواية.

الغريب أن كثيرًا من المتجاسرين على كتابة الروايات يحتاجون العودة إلى المدرسة من جديد؛ نتيجة الفقر اللغوى الملحوظ، وأظن أن كلمة السر وراء هذه الظاهرة هى المصحح اللغوى، الذى لم يعد دوره يقتصر على معالجة الهنّات الناتجة عن السهو والسرعة، وإنما أصبح شريكًا فى العمل الذى يتسلمه مهلهلًا، فيُحيله إلى شىء يمكن قراءته.. وربما كان هذا هو السبب فى أن أغلب دُور النشر أصبحت تكتب اسم المصحح اللغوى إلى جانب اسم الكاتب باعتباره شريكًا فى العمل!.

يا سادة.. إن الحواديت التى تملأ رؤوس الناس جميعًا والتجارب الشخصية التى عاشوها لا تكفى لكتابة رواية، ويوسف إدريس بجلالة قدره لم يكن روائيًّا جيدًا، رغم تفرده فى كتابة القصة القصيرة، وحتى طه حسين نفسه عندما كتب الرواية فإنه لم يقدم شيئًا متميزًا، وإن كان هذا موضوعًا آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عبث ثقافى عبث ثقافى



GMT 09:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 09:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 09:10 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 09:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 09:06 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 09:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 09:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 08:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستقلال اليتيم والنظام السقيم

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon