توقيت القاهرة المحلي 22:45:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أغرب القضايا

  مصر اليوم -

أغرب القضايا

بقلم:أسامة غريب

البرنامج الدرامى «أغرب القضايا»، الذى كان يعده ويقدمه المخرج الإذاعى عبده دياب، واحد من أنجح البرامج التى ارتبط بها المستمع لعشرات السنين. بدأ المخرج حلقاته الأولى فى أواخر الستينيات، وكان يستقى الوقائع والأحداث من الجرائد والمجلات، واعتاد الجمهور الانتظار بجانب الراديو مساء كل ثلاثاء للمتابعة، ومَن كانت تفوته الحلقة أمكنه الاستماع إليها صباح السبت. كانت البداية قوية، واعتمدت على جرائم وقعت بالفعل فى أوروبا وأمريكا، ولهذا كان التشويق سيد الموقف. بعد ذلك بدأ مؤلف ومخرج الحلقات يقدم جرائم وقضايا من الواقع المحلى حصل على وقائعها من أصدقائه فى دنيا البوليس والمحاماة.

تميزت هذه الدراما بمشاركة كبار الفنانين الذين أغراهم نجاح البرنامج ونسبة الاستماع الكبيرة فوجدنا قامات مثل سميحة أيوب وأمينة رزق ومديحة حمدى وزوزو نبيل ورجاء حسين وعايدة كامل وإنعام سالوسة ومحمود عزمى وعمر الحريرى وعبد الرحمن أبو زهرة وحسن حسنى ورشوان توفيق وإبراهيم يسرى ومحمد الدفراوى وغيرهم.. وجدنا كل أبطال المسرح المصرى يشاركون أسبوعًا بعد أسبوع، لكن بعد سنوات كانت الأفكار قد استنفدت وكل ما يمكن تقديمه تم تقديمه. هنا كان ينبغى على البرنامج أن يتوقف حتى يتم شحن البطاريات مع العثور على قضايا جديدة، لكن ما حدث كان الإصرار على المضى أسبوعيًا فى تقديم حلقات جديدة، فوجدنا عشرات الحلقات تركز على قضية تحديد النسل، وتعزو معظم الجرائم لكثرة الإنجاب وفقر رب الأسرة مع هزال الأم وضياع صحتها.

وبقدر ما كانت تعجبنى الحلقات القديمة فى سنواتها الأولى التى استمعت إليها فى الطفولة بقدر ما أشفقت على صناع العمل الذى تحول من حلقات بوليسية إلى أداة من أدوات تنظيم الأسرة!. كنت أرى أن الحبكة والتشويق هما ما منحا البرنامج قيمته، أما الوعظ والإرشاد الذى غلب عليه بعد ذلك فلم يكن فى صالحه. بعد وفاة المخرج الكبير عبده دياب استمر البرنامج من خلال الابن عمرو عبده دياب، لكن المشكلة أن الدنيا قد تغيرت، وكبار الفنانين الذين كانوا يشاركون مع الأب فى السابق لم يعودوا موجودين، وبالتالى فالتمثيل فى الحلقات الحديثة هو أسوأ عناصر البرنامج من خلال أصوات بلا موهبة رغم جهد المؤلف والمخرج. ومن اللافت أن هناك برنامجًا سوريًا تقدمه إذاعة دمشق منذ أواخر السبعينيات يتشابه مع أغرب القضايا هو برنامج «حكم العدالة» الذى استمر يكتبه الأستاذ هائل اليوسفى المحامى لسنوات طويلة، وبعد وفاته تسلمه أيضًا نجله منيب هائل اليوسفى، وقد اعتمد البرنامج الدرامى السورى على قضايا محلية فقط وجرائم وقعت بسوريا، ومازال البرنامج يذاع كل ثلاثاء. والمدهش أنه بسبب الإصرار على تقديم البرنامج رغم استنفاد الأفكار وطحنها وتدويرها لعشرات السنين، فقد ترهل البرنامج وصار الابن يأخذ حلقات الأب ويقدمها بأسماء جديدة، ومع ذلك فقد استمتع الجمهور بمشاركة فنانين سوريين كبار، منهم دريد لحام ومنى واصف وسلاف فواخرجى وغيرهم. الجميل أن حلقات البرنامج الإذاعى المصرى وشقيقه السورى متاحة على اليوتيوب وقد استمعت إلى الكثير منها، وهذا من أفضال عصر الإنترنت.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أغرب القضايا أغرب القضايا



GMT 19:45 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

‫تكريم مصطفى الفقى‬

GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon