توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سمسرة فى كل مكان

  مصر اليوم -

سمسرة فى كل مكان

بقلم - أسامة غريب

كل من سافر إلى إسطنبول عن طريق وكيل سياحى لا بد وأنه قد صادف فى برنامج الرحلة زيارة مصنع الجلود!.. فى المرة الأولى لم أفهم الموضوع، ولم أستوعب كيف يتصورون أن الزائر لأى بلد قد يسعده زيارة مدبغة؟، لكن بعد أن اصطحبنا الدليل والمترجم العربى وجدنا أنفسنا داخل معرض لبيع المنتجات الجلدية وليس مصنعًا!.. آه هكذا هو الأمر إذن.. إن شركات السياحة لا يسعها القول بأنها تأخذ (الزبائن) وتذهب بهم لمحل كبير يعرض للبيع منتجاته الجلدية التى لا يرغب فيها أحد، لكن تزعم اصطحاب الفوج السياحى فى زيارة إرشادية لمصنع الجلود!.. ولسنا فى حاجة للقول إن الوكيل السياحى يتقاضى من معرض المنتجات الجلدية عمولة سخية مقابل كل أتوبيس يحط الرحال على باب معرضهم، خاصة أن أسعار المنتجات باهظة ويستعينون على بيعها بعارضات من أوروبا الشرقية يقدمن استعراضًا للمعاطف والأردية، وهو ما يشجع بعض السذج المأخوذين بجو المكان لشراء جواكت وسراويل من الجلد لن يجرؤوا على لبسها أبدًا!.

أما فى كوالالمبور حيث يذهب السائح من أجل زيارة المعالم السياحية التى تتضمن المعابد البوذية والهندوسية، وكذلك المساجد الأثرية القديمة والشواهد المعمارية الحديثة والأسواق.. ولكن الشركة السياحية تأبى إلا أن تحشر بكل برنامج زيارة لمصنع القصدير.. ومن الطبيعى أننا سنكتشف أنه ليس مصنعًا أيضًا لكنه عبارة عن معرض لبيع المنتجات المصنوعة من القصدير كالأطباق وأكواب الشراب، وهناك يبيعون كذلك المنتجات الخزفية وتلك المصنوعة من الخشب. والغريب أنك ما إن تتخطى زيارة مصنع القصدير حتى يأخذك الدليل ويذهب بك إلى مكان آخر للبيزنس هو معرض الشوكولاتة، وهناك تجد أنواعًا مختلفة من الحلوى.. صحيح أنها لذيذة لكنها موجودة بكل مكان ويمكن شراؤها من السوبر ماركت، لكن توجه الباص السياحى بالمجموعة إلى هناك يكفل للشركة المنظمة للرحلة الحصول على عمولة تواكب عدد الرؤوس التى جلبوها وفرضوا عليها دخول المحل!.

أما فى اليوم التالى فلا ينسى السائق أن يتوجه بالمجموعة وهى فى طريقها لزيارة أحد المعالم الأثرية إلى معرض الشاى والبن حيث يبيعون أنواعًا مختلفة من الشاى والقهوة.. بعضه جيد لكنه متاح للبيع فى كل مكان أيضًا. ولا يختلف كل ذلك عما يفعله الدليل المصرى الذى يذهب بمجموعته السياحية إلى بازارات خان الخليلى وغيرها حيث يشترى أفراد الفوج أوراق البردى والملابس التقليدية والمنتجات اليدوية من تحف وسجاد وغيرها.. وفى آخر الجولة تذهب العمولة إلى صاحب النصيب. هناك كذلك المطاعم الموجودة على طرق السفر والتى تتوجه إليها الباصات الناقلة للركاب من مدينة لأخرى فى دول العالم المختلفة.. يتوجه السائق فى العادة إلى المطعم الذى يقدم له الطعام والشراب بالمجان وقد لا ينساه من نفحاته المالية. وفى الحقيقة لا تقتصر مثل هذه الأمور على بلد دون بلد، إذ إننى شاهدتها فى أماكن كثيرة من العالم، لكن الفرق دائمًا يكون فى نسبة الخشونة والفظاظة أثناء البحث عن المكسب والاستفادة من السائح.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سمسرة فى كل مكان سمسرة فى كل مكان



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon