توقيت القاهرة المحلي 06:34:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل كان عبد الناصر إخوانيا ؟

  مصر اليوم -

هل كان عبد الناصر إخوانيا

بقلم - أسامة غريب

أثار الكاتب الكبير وحيد حامد ــ الذي أقدره كثيرا- زوبعة كبيرة بمناسبة كتابته الجزء الثاني من «الجماعة-2» وقوله أن عبد الناصر كان عضوا بالإخوان في إحدى مراحل حياته بين 1944 و1948 . وقد شاهدت لقطة من المسلسل تظهر اجتماعا للضباط الأحرار ومناقشتهم العلاقة بالإخوان لم تقنعني علي الإطلاق. إن خطأ وحيد حامد ليس في سلامة الوقائع التي ذكرها، وإنما في تفسيرها وفهمها! إن مفتاح فهم شخصية عبد الناصر هو أنه كان كائنا سياسيا حتي النخاع، بكل ما تحويه تلك الكلمة من معان، وأذكر أنني سألت في عام 1985 الوزير الراحل المرحوم أمين هويدي، الذي عينه عبد الناصر وزيرا للحربية بعد هزيمة 1967 «هل كان عبد الناصر ميكيافيليا؟» فنظر لي مندهشا: «ميكيافيللي..؟ إن عبد الناصر يعلم ميكيافيللي كيف يكون مكيافيليا»! عبد الناصر إذن كان داهية سياسية، بمعني قدرته علي التعامل مع خصومه السياسيين واستعمالهم أو التخلص منهم في الوقت الذي يريده.

وهو في صعوده لحكم مصر صدر اللواء محمد نجيب علي رأس »الحركة المباركة« ثم أطاح به بلا هوادة. في هذا السياق العام وفي أثناء ترتيب عبد الناصر للانقلاب العسكري كان حريصا علي تحييد كل القوي السياسية النشيطة، فاستبعد الوفد تماما باعتباره رمز النظام القديم الذي أزاحه، ونسج علاقات محسوبة مع الإخوان ومع الشيوعيين مثلما كانت له من قبل علاقات مع مصر الفتاة، ولكن هذا لم يعن أنه كان إخوانيا أو شيوعيا أو فاشيا.فضلا عن أنه كان حريصا علي أن تكون له خيوطه مع الأمريكيين الذين شجعوا حركته في مواجهة التهديد الشيوعي للمنطقة.عبد الناصر استخدم الإخوان الذين تصوروا أنهم شركاء له ، و لكنه اختار منهم فقط الشيخ الباقوري ، ثم د. عبد العزيز كامل. و عندما تحركوا ضده نكل بهم كما لم ينكل بهم أحد من قبل! غير أن الأهم من ذلك كله أن سلوك عبدالناصر الشخصي والعام وخطبه العديدة تقطع بأنه لم يكن إخوانيا في أي مرحلة من حياته علي الإطلاق. 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل كان عبد الناصر إخوانيا هل كان عبد الناصر إخوانيا



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon