توقيت القاهرة المحلي 06:28:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدولار ينهار!

  مصر اليوم -

الدولار ينهار

بقلم أسامة غريب

أريد بكل الصدق أن أفهم نوع الكائن الذى يعمّم بشكل يومى خبراً فى الصحف يقول: الدولار يواصل انهياره.. يتم نشر هذا الخبر السعيد بينما المواطن المصرى يزحف على ركبتيه عاجزاً عن إقامة نفسه من شدة الضربات التى يتلقاها؟.

منذ ما يزيد على شهر والصحف كلها تنشر هذا الخبر الغرائبى الذى لا يفهمه أحد..كل يوم نقرأ أن الدولار ينهار ويواصل هبوطه. المواطن المصرى فقد نصف دخله والدولار يواصل هبوطه. الناس عاجزة عن شراء الدواء والدولار يواصل هبوطه.أطباق الأسرة المصرية خالية من الطعام والدولار يواصل هبوطه..أى صحافة هذه؟ إننى لا أتحدث عن صحيفة بعينها، لكن كل الصحف المصرية تكيد للمواطن وتتعمد إهانته والهزء به عندما تبشره بأن الدولار ينحدر من عليائه ويهبط تحت سطوة ضربات الحكومة ونظرة العين الحمراء التى يتعرض لها، حتى إنه انكمش وأصبح بسبعة عشر جنيها ونصف بعد أن كان بسبعة عشر جنيها وستين قرشاً!.

لا بد أن هذا الهراء متعمد..ليس هناك حل آخر. هذا ليس كلام صحف وليس كلام صحفيين. هذه تعليمات تصدر للجميع ببث الهراء لإغاظة الناس وإماتتهم كمداً، وإلا فما معنى أن يكون سعر الدولار ثمانية جنيهات وثمانية وثمانين قرشاً، وهو سعر مغالى فيه وقد وصلنا له كمؤشر على الانهيار الاقتصادى، لكن الناس استسلمت له مرغمة..ما معنى أن يقفز طوال أسبوع فيصبح بعشرة جنيهات، حداشر، إتناشر، تلاتاشر، أربعتاشر، خمستاشر، حتى يصل إلى تمنتاشر جنيه..كل هذا فى أسبوع واحد بدون بيع أو شراء..أكرر بدون بيع أو شراء. هل تفهمون ما أقول؟ الدولار يتحرك إلى أعلى بدون بيع أو شراء، أى بقرارات إدارية لا علاقة لها بالعرض والطلب أو باقتصاديات السوق..و كلما ارتفع سعر الدولار جنيهاً واحداً سقط مليون مواطن مصرى على الأقل تحت خط الفقر. ثم بعد أن رفعوا الدولار إلى هذه الذُرى يتعطفون وينزلون به عشرة قروش فتهلل الصحف وتقول إن الناس لا تجد الجنيه المصرى من فرط تفوقه واكتساحه للدولار المنهار!..آه والله كتبوا هذا السخام ونشروه بالصحف. إلى متى يستمر الإعلام فى أداء هذا الدور الرخيص؟ ألا يشعر الصحفيون بالخجل؟ أنا لا أطلب من أحد أن يسترجل، بإمكانهم الاستمرار فى دعم الأسياد الذين يحرقون مصر، ولكن ببعض المهنية وشىء من الكرامة.

الدولار لن يهبط يا سادة إلا عندما يكون لدينا موارد دولارية وهى لا تخرج عن عوائد التصدير وتحويلات المصريين بالخارج وفلوس السياحة. هذه هى مصادر الدولار، أما شغل الحواة وإغراء المصريين بإخراج ما لديهم من دولارات وبيعه للبنوك، فهذا مع أقصى نجاح له لن يسفر عن أكثر من ثمن شحنة قمح أو شحنتين ثم نعود لنواجه الأزمة من جديد. وأيضاً ما حكاية هذه الفرحة بنجاح حكومتنا فى الحصول على قرض؟ هل الاستدانة أصبحت مما يستوجب الفخر والسعادة؟ هذه ديون ستقصم ظهر الذين لم يولدوا بعد. كل هذا لا يهم، لكن المهم أن الدولار ينهار. آه يا نصابين يا ولاد الـ...!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدولار ينهار الدولار ينهار



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon