توقيت القاهرة المحلي 23:50:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ميناء الذئاب المفترسة

  مصر اليوم -

ميناء الذئاب المفترسة

بقلم:أسامة غريب

هل موضوع الميناء الذى صرح الرئيس بايدن بأن الولايات المتحدة تعتزم بناءه على شواطئ غزة من أجل استقبال المساعدات القادمة من قبرص.. هل هذا الكلام برىء ويهدف حقًّا إلى مساعدة الفلسطينيين أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟. أعتقد أنه ليس مستغربًا أن يضحك الناس على النكتة القائلة بأن بايدن يريد للمواطن الفلسطينى أن يموت برصاصات الغدر الإسرائيلى وهو شبعان بعد أن يتناول وجبة أمريكية!. إذا كان الرئيس الأمريكى لا يريد أن يأمر غلمانه القتلة فى تل أبيب بوقف العدوان، فما معنى الإغاثات الغذائية؟، ثم ما الذى يُغضبه من المعابر البرية، التى تربط غزة بمصر وإسرائيل حتى يفضل عليها هذا المنفذ البحرى؟. بالتأكيد يعلم الرئيس الأمريكى العجوز- الذى يصافح الهواء، ويتحدث إلى الأطياف- أن بناء هذا المرفأ المؤقت يحتاج إلى وقت لن يقل عن بضعة أسابيع يكون فيه الآلاف من أطفال غزة قد هلكوا جوعًا، ولا بد أن فكرة هذا المنفذ قد قُتلت بحثًا مع الإسرائيليين، وحظيت بموافقتهم، فأى خير نأمله من وراء الأفكار الإسرائيلية؟، ثم، وهذا هو الأهم، تقول الأنباء الواردة بشأن خطة هذا الميناء إنه يحتاج لعدد ألف جندى أمريكى سينزلون إلى الشاطئ الفلسطينى لإدارة وتشغيل الميناء واستقبال الشحنات التى سيتولى الإسرائيليون تفتيشها فى قبرص.. أوَ ليس معنى هذا حصول الأمريكان على قاعدة بحرية داخل غزة على وقع الحرب واستغلالًا لآلام الفلسطينيين وجوعهم؟. هذه القاعدة كما بشرونا ستحتاج إلى أيدٍ عاملة فلسطينية تعمل تحت إمرة أصحاب القاعدة وأصدقائهم الإسرائيليين، دون أن يكون لأهل غزة رأى فى أى شىء يخص أرضهم ومياههم وبترولهم، الممتد داخل المياه الإقليمية الفلسطينية.

وهنا نأتى إلى عامل آخر مهم فى الموضوع، وهو البترول والغاز، الذى تتلمظ أوروبا للحصول عليه ليعوضهم عن الوقود الروسى. وليس سرًّا أن الحماس الفرنسى والإيطالى والألمانى لهذا الميناء وراءه رغبة شبقية فى الاستيلاء على نفط الفلسطينيين وغازهم. إن الأمريكان هنا يكونون قد حصلوا بالسياسة وباعتماد دبلوماسية التجويع على ما فشلوا فى أخذه بالحرب. وعمق المأساة يكمن فى أن أحدًا لا يستطيع أن يطلب من الفلسطينيين الذين ضحوا بكل شىء أن يرفضوا موضوع الميناء رغم كل الملابسات المريبة التى تحيط به.. لا نستطيع أن نفعل هذا إزاء آلاف العائلات التى تعيش حدادًا متصلًا على الضحايا، الذين لا يخلو منهم بيت واحد، هذا إذا كانت قد بقيت لهم بيوت!. مَن الذى يستطيع أن يطالب بقطع الطريق على الطعام والدواء، اللذين يحتاجهما أصحاب الأمعاء الخاوية، حتى وهو قادم بواسطة المُرَابِى «شايلوك»، الذى يطلب قطعة من لحم غزة مقابل ما يقدمه؟.

هل يمكن أن نأمل فى أن تقف العناية الإلهية مع شعب فلسطين، وشهر رمضان قد أقبل، وليس فى أى بيت غزاوى حفنة من طحين؟.. الأمل فى رحمة ربنا لن ينقطع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ميناء الذئاب المفترسة ميناء الذئاب المفترسة



GMT 12:21 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

التشكيل المنتظر امتحان حسان الأول

GMT 09:37 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تفّوق إسرائيل التقني منذ 1967

GMT 09:34 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

قد يرن «البيجر» ولا يُجيب

GMT 09:29 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

لبنان... الرأي قبل شجاعة الشجعان

GMT 09:28 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

معضلة الحل في السودان!

GMT 09:25 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

الكشف عن مقبرة مطربي الإله آمون

GMT 09:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

مذاق الأيام المتبقية من عُمر السباق

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon