توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحث عن فوزي

  مصر اليوم -

البحث عن فوزي

بقلم:أسامة غريب

كانت أمى ترقد بالعناية المركزة فاقدة الوعى وعلى مقربة من الموت، عندما طلبوا منى إحضار كيس أو اثنين من الدم من خارج المستشفى. عبثًا حاولت أن أشرح لهم أن المستشفيات حتى فى بلاد واق الواق لديها على الكمبيوتر تحديث مستمر لحالة مخزون الدم على مستوى البلاد وعدد أكياس الدم التى تتغير كل يوم فى كل منشأة طبية، وأنواع وفصائل الدم والبلازما والصفائح، بحيث إنهم بنقرة على الكمبيوتر يعرفون أين يوجد المطلوب فيطلبونه أونلاين ثم يصل إليهم بعد دقائق لإنقاذ حياة المريض!. نظروا لى فى ذهول وبان فى عيونهم الإشفاق على هذا الرجل الطيب الذى لا يعى من حقائق الحياة هنا أى شىء. المهم قمت بعدة اتصالات توجهت بعدها بصحبة أخى إلى بنك الدم بالعباسية وقد قيل لى إن هذا هو المكان الذى إذا لم أجد به بغيتى فلن أجدها فى أى مكان آخر. هناك وجدنا فتاة تتصدر الاستقبال فسألناها عن المطلوب فأجابت بشكل مباشر ودون بحث أو سؤال أو استدعاء مختص: هذه الفصيلة لا يوجد منها هنا ولكن يمكنكم البحث فى المستشفى الإيطالى القريب من هنا. ذهبنا للمستشفى الإيطالى فاعتذروا لعدم وجود الصنف. قام أخى بالاتصال ببنك الدم مرة أخرى فرد عليه شخص ابن حلال أخبره بوجود كيسين من الفصيلة المطلوبة على خلاف ما قالته الحسناء بمكتب الاستقبال. هرعنا إلى هناك مرة أخرى وقابلتنا الفتاة الكذابة بوجه ممتقع ولما واجهناها بأن الدم موجود وأنها صرفتنا دون وجه حق نظرت حولها فى ارتباك ثم صاحت: يا فوزى.. يا فوزى.. إنت فين؟.. قالت هذا ثم اندفعت صوب فوزى الذى لا وجود له وتركتنا غير مصدقين ما يحدث. بعدها ظهر رجل أخبرناه بالمطلوب فقال: نعم الدم موجود والكيس ثمنه ٨٥٠ جنيهًا وإذا أثبتنا صلة قرابة بالمريض من الدرجة الأولى فسيكون الثمن ثلاثمائة جنيه فقط.

قال أخى: الهوية غير مكتوب بها اسم الأم فماذا نفعل؟. اقترح الموظف إحضار صورة شهادة ميلاد أى من الإخوة أو الأخوات وبها بالضرورة اسم الوالدة، وشدد الموظف على ضرورة إحضار صورة ورقية. خرجنا من المكان وبدأنا فى الاتصالات التليفونية وتوالى وصول صور شهادات الميلاد على الموبايل. بعدها أخذنا فى البحث عن مكتبة فوجدنا واحدة فى حارة مواجهة لبنك الدم. قضينا قرابة الساعة مع موظف المكتبة وهو يحاول طبع شهادة الميلاد. أخيرًا ظفرنا بها فعدونا منهكين إلى الموظف الذى اختفى وحل محله واحد آخر قال لنا إنه لا يدرى شيئًا عن حكاية التخفيض وصلة القرابة وشهادة الميلاد، وأن كيس الدم سعره موحد!. دفعنا المطلوب وفى طريق الخروج صادفنا الكاذبة الحسناء فسألتها: هل وجدتِ فوزى؟.

أوصلنا الدم للمستشفى وبعدها بساعات تلقيت مكالمة تخبرنى بأن الله قد استرد وديعته. كنت أعلم أن أمى لن تنجو وأن الدم لن يفيد، ومع ذلك هل هناك من يتأخر أو يتكاسل فى أمر كهذا ولو أدى به الأمر للتعامل مع مهرجين كذابين؟.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحث عن فوزي البحث عن فوزي



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon