توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أفراح القبة

  مصر اليوم -

أفراح القبة

أسامة غريب

ولم أرَ فى عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام. هذا البيت للمتنبى ينطبق بشدة على حال صناع مسلسل أفراح القبة، فقد كانت أمامهم فرصة ذهبية لصنع عمل أسطورى بعدما توفر للعمل قصة غنية لنجيب محفوظ وسيناريست موهوب هو أمين راضى ومخرج متميز هو محمد ياسين وممثلون جيدون، لكن صناع العمل آثروا أن يفسدوه. وعلى الرغم من قدر الإعجاب الذى مازال الجمهور يبديه نحو العمل، فإن هذا الجمهور لا يعلم أن هذه المباراة التى انتهت 1/صفر كان يمكن فيها الفوز بنصف دستة أهداف لولا.. لولا ماذا؟

لولا الإصرار المقيت على أن يكون العمل ثلاثين حلقة حتى لو كانت الحدوتة لا تحتمل أكثر من عشر حلقات.. هذا العمل لنجيب محفوظ لم يُخلق من أجل تقديمه فى 20 ساعة، ومع ذلك كان فى الإمكان خلق عمل متسّق لو استمر راضى فى كتابة الحلقات.. لكن للأسف فإن اختلاف المخرج والمؤلف وتوقف الأخير عن الكتابة بعد سبع عشرة حلقة أفسد المسلسل واضطر صانعيه إلى الإبحار بالعمل فى زوارق ضيقة نحو مرافئ ضحلة.

فى الحلقات الأولى كان واضحاً أن المخرج قد استقر عزمه على أن يعيد تدوير الحلقات السبع عشرة ويصنع منها «ثلاثين» عن طريق إعادة المشهد الواحد وتكرار عرضه عدة مرات!.. ولكن وضح أن هذا التكرار الذى أفسد العمل لم يفلح فى ملء ثلاث عشرة حلقة باقية. كانت الورطة واضحة تماماً، خاصة فى الحلقتين اللتين تضمنتا وفاة أحد العمال فى المسرح.. هذا العامل ليس له أى دور فى المسلسل، يعنى مجرد هواء، ومع ذلك ومن أجل الحشو فقد أقاموا جنازته فى المسرح بدلاً من نقله إلى بيته، وجعلوا أهله يستقبلون المعزين داخل المسرح وأحضروا شيخاً وقسيساً فى مشهد ضعيف بعد أن افتعلوا أن اسمه محمود مرقص.. منتهى التيه والضياع بينما فى أيديهم عمل يمكن أن يكون عظيماً!. ليست هناك مشكلة فى ابتداع شخصيات جديدة لا وجود لها فى العمل الأصلى، فقد فعل أمين راضى ذلك واخترع لتحية أختين وأماً وأباً، لكنه كان يُحكم الإمساك بالشخصيات ويزنها بمهارة ويجرى على لسانها حواراً بديعاً يدل على جهد بحثى لمحاكاة مفردات ذلك الزمن وتلك البيئة، لكن يبدو أن رحيله عن العمل قد سبّب خللاً لم يحله تكرار المشهد الواحد فى حلقات عديدة لاستهلاك الوقت، لأن هذا التكرار أضعف العمل وأكل من رصيده، فمثلاً تحية التى أدت دورها منى زكى انتهت مشاهدها تماماً بعد الحلقة العاشرة، ولم يعد فى الإمكان ربطها بأى خيط درامى جديد، ومع ذلك ظللنا نرى مشاهدها مع طارق ومع عباس تتكرر وتعاد لأجل ملء الوقت. مأساة أن يكون الوقت عبئاً على صناع العمل، خاصة لو كان عملاً متميزاً أبلى صناعه فيه بلاء حسناً، وأخص بالذكر سلوى عثمان التى أدت دور عمرها فى شخصية أم هانى، وسامى مغاورى فى شخصية بُرجل. وربما من حسن حظنا أن شهر رمضان ثلاثين يوماً فقط وليس أربعين وإلا لعادت الأحداث بنا إلى جِدّة تحية عندما كانت مسؤولة جهاد النكاح فى جيش عرابى، وجدها المنحرف الذى كان يضاجع القطط فى المنور!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفراح القبة أفراح القبة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon