توقيت القاهرة المحلي 12:38:21 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذه الأيام اللذيذة

  مصر اليوم -

هذه الأيام اللذيذة

بقلم أسامة غريب

فى كل فترة تثور أخبار عن قرب بيع بنك القاهرة، وتأخذ الشائعات فى التناثر عن اسم المشترى وثمن الصفقة، وبعدها يهدأ كل شىء، فلا البيع يحدث ولا الصفقة تتم.

وعلى الرغم من أن المسؤولين بالبنك قد أعلنوا الشهر الماضى أن أرباح البنك عن عام 2015 بلغت 2.2 مليار جنيه، وهذا ربح كبير، فأعتقد أنه كان خليقاً بنا التمسك بالبنك وليس بيعه، فإن التفكير فى البيع لا يزال قائماً، ولا أدرى كيف يكون هذا؟.. منشأة اقتصادية تدر كل هذا الربح مملوكة لشعب مصر، نتبرع ببيعها وخروجها من أيدينا لتذهب هذه الأرباح لمستثمر لا يعنيه أمرنا!.. وبكم يكون البيع يا ترى؟.. ربما يبيعونه بما يساوى أرباح سنتين أو ثلاث.. لا أدرى. المهم أنه بعد أن يستعد الناس لخبر البيع تخرج أخبار أخرى تنفى نية البيع وتقول: لا نية للبيع وإنما سيتم طرح نسبة كذا فى المائة بالبورصة.. فما حقيقة الأمر أفادكم الله؟.

فى ظنى أن تعثر عملية بيع هذا البنك طوال السنوات الماضية إنما تعود كما ذكر المهندس نائل الشافعى، مؤسس موسوعة المعرفة، إلى كمية الجثث المخفية فى مستنداته، وهو يقصد بالجثث حجم القروض التى أخرجها البنك ثم عجز عن استردادها، وهى قضية نذكر وقائعها منذ أواخر التسعينيات عندما قاموا بتحميل رئيس مجلس إدارة البنك محمد أبوالفتح المسؤولية وزجوا به فى السجن بعد هروب مجموعة من اللصوص بأموال البنك دون أن يتركوا ضمانات يضع البنك يده عليها. يذكر المهندس نائل أن محمد أبوالفتح مات فى السجن عشية إعلانه أنه فى اليوم التالى سوف يقدم للتحقيق التسجيلات التليفونية التى تثبت أنه قام بإخراج القروض بتعليمات من الكبار، لكن القدر لم يمهله ومات فى نفس الليلة!.

من المعروف أن رجال الأعمال السفلية الذين أخذوا الفلوس وطاروا كانوا جميعاً من أصدقاء جمال مبارك، ويقال إنه هو الذى كان يشير بنزح المال وتسليمه لأصدقائه، ومن الطبيعى أن أحداً فى تلك الفترة لم يكن يستطيع أن يرد له طلباً، حيث كان هو الحاكم الفعلى لمصر وعاث ومعه شلته فى مصر خراباً وإفساداً.. ورغم أن جمال مبارك دخل السجن ومعه أبوه وأخوه فى قضية سرقة مخلة بالشرف، إلا أنه يبدو أن الجرائم التى لم تطله فيها يد القانون أكبر بكثير. وقد تثير حدوتة بنك القاهرة هذه ضحك الناس فى الخارج عندما يسمعون أن مستثمراً دخل السجن لأنه عجز عن السداد، أو أن مدير بنك قُدم للمحاكمة لأن مقترضاً أخذ المال ثم ركب الناقة وشرخ. الضحك سببه أنه فى بلاد ربنا كلها لا أحد يُسجن بسبب القروض، واليوم الذى يهرب فيه المقترض ويغادر البلاد رافضاً السداد هو يوم المُنى بالنسبة لأى بنك، ذلك أنه من المفترض أن هناك أصولا وضمانات تفوق حجم القرض فيكون البنك كسبان ولا يخسر أبداً. أما عندنا حيث الضمانات وهمية والرعب من ذوى النفوذ يمنع مسؤول البنك من الرفض خشية إيذائه والتنكيل به، فإن المال يتم غرفه بسهولة!

لكن على أى الأحوال مَن يدرى.. لعل الجثث المخفية فى الدفاتر تكون سبباً فى عزوف المشترين عن شراء بنك القاهرة، فلا نفقده فى هذه الأيام اللذيذة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذه الأيام اللذيذة هذه الأيام اللذيذة



GMT 04:59 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

العروبة والوحدة

GMT 04:59 2024 الإثنين ,01 تموز / يوليو

ليت قومى يعقلون

GMT 06:42 2024 السبت ,22 حزيران / يونيو

وارد بلاد برة

GMT 23:52 2024 الثلاثاء ,18 حزيران / يونيو

مأمون الشناوي

GMT 03:14 2024 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

الاتفاق العادل غير مطلوب

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon