توقيت القاهرة المحلي 22:45:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاكتئاب الإسرائيلي القادم

  مصر اليوم -

الاكتئاب الإسرائيلي القادم

بقلم:أسامة غريب

آلاف الأمريكيين الذين تحطمت بيوتهم وتضررت بفعل الإعصار يصرخون لأن صرف التعويضات من أجل إعادة البناء والترميم ستأخذ وقتا طويلا وسوف تمر بمراحل روتينية تقتضى موافقات من الرئيس والكونجرس ولجان حكومية أخرى. يحدث هذا في الوقت الذي تحصل فيه إسرائيل على الأموال والأسلحة في لمح البصر وبمجرد أن تطلبها، وهذا يعنى أن المواطن الأمريكى يأتى في المرتبة الثانية بعد الوحش الإسرائيلى المدلل. الحقيقة أن إسرائيل تحصل على الأموال والأسلحة ليس من واشنطن فقط، ولكن دول الاتحاد الأوروبى أيضا تقوم بدور الخادم المطيع لتلبية طلبات دولة الاحتلال. ومع كل هذا الدعم يمكننا أن نقول إن نتنياهو مأزوم.. مأزوم رغم الانتصارات المرحلية التي حققها في وجه المقاومة في الفترة الأخيرة.

وسر الأزمة لا يكمن فقط في تعافى المقاومة وإظهارها قدرات غير متوقعة، أبسطها النجاح في قصف قاعدة بنيامينا جنوب حيفا وقصف تل أبيب في كل وقت، لكن أزمة رئيس الوزراء الإسرائيلى هي من نوع آخر يتمثل في أنه منح المستوطنين الإسرائيليين في تل أبيب وحيفا وعكا وصولا لبير سبع وإيلات، منحهم جرعة عالية من الدوبامين الذي هو هرمون السعادة والتفاؤل، وقد حصل مجتمع القتلة في إسرائيل على جرعة وافية منه طوال الشهر الماضى وعلى نحو متصل.. كل يوم أخبار مبهجة من أول اغتيال هنية واغتيال شكر ثم ضربة البيجر إلى قتل قادة الرضوان، ثم تتويج البهجة بقتل السيد حسن نصرالله. كل هذا أنعش المواطن الإسرائيلى وجعل الأشخاص الذين كانوا يفكرون في السلام وفى الوصول لاتفاقية لوقف إطلاق النار يتراجعون، إذ ما معنى السلام إذا كانت القوة والعمليات النوعية الدقيقة قادرة على سحق العدو وجلب الأمان بدون اتفاقيات متوازنة تأخذ وتعطى؟.

لقد سرى إحساس بأن ما يفعله جيشهم القوى يجعلهم قادرين على أن ينتزعوا كل شىء دون أن يقدموا أي شىء. ولقد تماهى بنيامين نتنياهو تحت تأثير زيادة الهرمون لديه شخصيًا مع أحلام مواطنيه وآمالهم التي ارتفعت، فأعلن أنه بصدد إحداث تغيير جذرى في الشرق الأوسط لصالح المواطن الإسرائيلى، وسمح لنفسه أن يقسّم دول المنطقة إلى دول النعمة ودول النقمة!. ولم يتأخر وزير المالية سموتريتش عن إطلاق أحلامه هو الآخر فأعلن أن الامتداد الطبيعى للقدس هو دمشق وأن دولة إسرائيل الطبيعية يجب أن تتضمن أجزاء من العراق والأردن والسعودية ومصر!.

المشكلة الآن أنه يتعين على نتنياهو أن يقدم لهؤلاء الناس كل يوم ما يحافظ على مستوى الدوبامين حتى يحتفظوا بحالة النشوة، لكن من أين يأتى لهم بحدث في مستوى اغتيال نصر الله؟ ومن أين يأتى بجريمة في مستوى عملية البيجر؟ الحقيقة أن نتنياهو قد بلغ الذروة في الإجرام ولم يعد لديه أعلى مما فعل، فلو أنه فجّر نفقا لحزب الله لاعتبروا الأمر طبيعيا، ولو قتل قياديا سيكون الخبر عاديا ولو أعطب منصة صواريخ فلن يشعروا بالسعادة. القادم منذ الآن هو اكتئاب وآلام انسحابية بفعل نقص الجرعة المحتوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاكتئاب الإسرائيلي القادم الاكتئاب الإسرائيلي القادم



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon