توقيت القاهرة المحلي 18:38:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الاكتئاب الإسرائيلي القادم

  مصر اليوم -

الاكتئاب الإسرائيلي القادم

بقلم:أسامة غريب

آلاف الأمريكيين الذين تحطمت بيوتهم وتضررت بفعل الإعصار يصرخون لأن صرف التعويضات من أجل إعادة البناء والترميم ستأخذ وقتا طويلا وسوف تمر بمراحل روتينية تقتضى موافقات من الرئيس والكونجرس ولجان حكومية أخرى. يحدث هذا في الوقت الذي تحصل فيه إسرائيل على الأموال والأسلحة في لمح البصر وبمجرد أن تطلبها، وهذا يعنى أن المواطن الأمريكى يأتى في المرتبة الثانية بعد الوحش الإسرائيلى المدلل. الحقيقة أن إسرائيل تحصل على الأموال والأسلحة ليس من واشنطن فقط، ولكن دول الاتحاد الأوروبى أيضا تقوم بدور الخادم المطيع لتلبية طلبات دولة الاحتلال. ومع كل هذا الدعم يمكننا أن نقول إن نتنياهو مأزوم.. مأزوم رغم الانتصارات المرحلية التي حققها في وجه المقاومة في الفترة الأخيرة.

وسر الأزمة لا يكمن فقط في تعافى المقاومة وإظهارها قدرات غير متوقعة، أبسطها النجاح في قصف قاعدة بنيامينا جنوب حيفا وقصف تل أبيب في كل وقت، لكن أزمة رئيس الوزراء الإسرائيلى هي من نوع آخر يتمثل في أنه منح المستوطنين الإسرائيليين في تل أبيب وحيفا وعكا وصولا لبير سبع وإيلات، منحهم جرعة عالية من الدوبامين الذي هو هرمون السعادة والتفاؤل، وقد حصل مجتمع القتلة في إسرائيل على جرعة وافية منه طوال الشهر الماضى وعلى نحو متصل.. كل يوم أخبار مبهجة من أول اغتيال هنية واغتيال شكر ثم ضربة البيجر إلى قتل قادة الرضوان، ثم تتويج البهجة بقتل السيد حسن نصرالله. كل هذا أنعش المواطن الإسرائيلى وجعل الأشخاص الذين كانوا يفكرون في السلام وفى الوصول لاتفاقية لوقف إطلاق النار يتراجعون، إذ ما معنى السلام إذا كانت القوة والعمليات النوعية الدقيقة قادرة على سحق العدو وجلب الأمان بدون اتفاقيات متوازنة تأخذ وتعطى؟.

لقد سرى إحساس بأن ما يفعله جيشهم القوى يجعلهم قادرين على أن ينتزعوا كل شىء دون أن يقدموا أي شىء. ولقد تماهى بنيامين نتنياهو تحت تأثير زيادة الهرمون لديه شخصيًا مع أحلام مواطنيه وآمالهم التي ارتفعت، فأعلن أنه بصدد إحداث تغيير جذرى في الشرق الأوسط لصالح المواطن الإسرائيلى، وسمح لنفسه أن يقسّم دول المنطقة إلى دول النعمة ودول النقمة!. ولم يتأخر وزير المالية سموتريتش عن إطلاق أحلامه هو الآخر فأعلن أن الامتداد الطبيعى للقدس هو دمشق وأن دولة إسرائيل الطبيعية يجب أن تتضمن أجزاء من العراق والأردن والسعودية ومصر!.

المشكلة الآن أنه يتعين على نتنياهو أن يقدم لهؤلاء الناس كل يوم ما يحافظ على مستوى الدوبامين حتى يحتفظوا بحالة النشوة، لكن من أين يأتى لهم بحدث في مستوى اغتيال نصر الله؟ ومن أين يأتى بجريمة في مستوى عملية البيجر؟ الحقيقة أن نتنياهو قد بلغ الذروة في الإجرام ولم يعد لديه أعلى مما فعل، فلو أنه فجّر نفقا لحزب الله لاعتبروا الأمر طبيعيا، ولو قتل قياديا سيكون الخبر عاديا ولو أعطب منصة صواريخ فلن يشعروا بالسعادة. القادم منذ الآن هو اكتئاب وآلام انسحابية بفعل نقص الجرعة المحتوم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاكتئاب الإسرائيلي القادم الاكتئاب الإسرائيلي القادم



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon