توقيت القاهرة المحلي 21:31:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الجثة والضباع

  مصر اليوم -

الجثة والضباع

بقلم:أسامة غريب

تجدُد الصراع المسلح فى سوريا على نطاق واسع يعيد أصل المأساة إلى من نسوا أو تناسوا ما يحدث على الأرض السورية. الأصل هو الحكم الاستبدادى الباطش الذى لا يأخذ رأى الناس واحتياجاتهم فى اعتباره. ترتب على استمرار هذا الحكم لعشرات السنين أنّ أمر السوريين خرج من يدهم بعد أن تخشبت الدولة ثم أخذت فى التآكل، وأصبحت المسألة السورية فى يد قوى ثلاث تتصارع على جسد الشام المنهك وهى تركيا وإسرائيل وإيران. أما تركيا فيمثلها فى هذا الصراع نوعان من الحلفاء أو الأدوات وهما: الجيش السورى الحر، وهو قوة عسكرية منشقة عن جيش الدولة السورية التى كانت، والثانى هو جبهة النصرة أو تنظيم القاعدة أو أحرار الشام وكلها تسميات لجيش عقائدى لا يحارب سوى المسلمين!. الجيش السورى الحر تموله وتسلحه وتدفع رواتبه تركيا وهدفه هو حماية الشمال وتأمينه ضد الأكراد لصالح أنقرة.

أما الميليشيات التكفيرية التى ترفع شعارات دينية فيتم تمويلها وتسليحها والإنفاق عليها بواسطة بعض الدول التى تتخذ من هؤلاء القادمين من آسيا الوسطى إلى جانب المتشددين المتطرفين السوريين ذراعا عسكرية تحتل محافظة إدلب. القوة الثانية التى تشترك فى الصراع هى إيران، وأدواتها هى جيش بشار الأسد إلى جانب حزب الله والميليشيات الشيعية الأخرى.

أما الطرف الثالث فى الصراع فهو إسرائيل، وأدواتها فى الصراع هى الذراع الإسرائيلية الطويلة ومعها القواعد الأمريكية فى دير الزور، بالإضافة طبعا إلى الأكراد الذين تنوب واشنطن عن تل أبيب فى تسليحهم والإنفاق عليهم. ونلاحظ هنا عدم وجود طرف سورى يتحرك كلاعب رئيسى، إنما كل الأطراف السورية تعمل فى خدمة واحدة من الدول الثلاث آنفة الذكر. ومن الطبيعى أننا لا نذكر روسيا كطرف رئيسى فى الصراع، لأنها طرف مساعد يقدم خدماته للأطراف الثلاثة الرئيسية حسب الظروف!.

واللافت فى هذه التقسيمة أن الميليشيات التى خرجت على الدولة السورية الشائخة لا تكتفى بمحاربة جيش دمشق وإنما قد تدور معارك بين الأكراد ممثلى تل أبيب وواشنطن وبين الجيش السورى الحر ممثل أنقرة، كما قد تدور معارك بين التكفيريين الذين ترعاهم تركيا وبين الجيش الحر الذى ترعاه تركيا أيضا إذا تباينت مصالح الدول التى تنفق على الدواعش مع أنقرة!. وسط كل هذه الغابة الشائكة من المصالح المتضاربة نبحث عن قوة سورية لديها حلم ديمقراطى يجعلنا نتمنى انتصارها فلا نجد. الانتصارات إن حدثت لن تصب إلا فى صالح واحدة من الدول الثلاث تركيا، إيران، إسرائيل.. أما السوريون فليس واردا الحديث عنهم فى هذا الشأن.

وبناء على ذلك فلا يسعنا أن نرجو انتصار تركيا التى لم تتحرك لنصرة غزة وهى تباد منذ أكثر من سنة، كما لا نتمنى انتصار إسرائيل بدواعشها وأكرادها.. ولا يبقى سوى إيران التى تواجه إسرائيل وتتخذ من الأرض السورية معبرا لنقل السلاح للمقاومة اللبنانية، وهذا المعبر سيتم إغلاقه إذا انتصر أحد الطرفين التركى أو الإسرائيلى، معاذ الله!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجثة والضباع الجثة والضباع



GMT 12:03 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 12:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تأخرنا كثيرا دولة الرئيس!

GMT 11:59 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نواب هل يجرؤون على حجب الثقة ؟

GMT 11:56 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«كاستنج» والتنقيب عن بئر نفط المواهب

GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 20:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
  مصر اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 16:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
  مصر اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات

GMT 15:07 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 07:34 2018 الأربعاء ,18 تموز / يوليو

شيخ الأزهر يستقبل توني بلير ويعرب عن دعمه لمصر

GMT 06:35 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خروج فتحي وسامي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 00:26 2021 الأحد ,23 أيار / مايو

عمرو جمال يقترب من الانضمام لـ«بيراميدز»

GMT 11:47 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

شوبير يهاجم الكاف بسبب ملعب مباراة الأهلي وسونيديب

GMT 10:53 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

الكاف يبحث مقترحا جديدا بشأن مباراتي الزمالك وبطل تشاد

GMT 04:30 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

الزمالك يدرس بيع فرجاني ساسي ومحمود علاء

GMT 18:16 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

رينيه فايلر يرفض إراحة لاعبي الأهلي عقب لقاء المقاصة

GMT 04:01 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

Brabus تستعرض أسرع سيارات مرسيدس من الفئة "G"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon