توقيت القاهرة المحلي 10:37:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أن تتعرض للبطش وحيدًا!

  مصر اليوم -

أن تتعرض للبطش وحيدًا

بقلم:أسامة غريب

عندما تطالع وجه الرئيس التركى وهو يخطب واصفًا نتنياهو بأنه عدو الإنسانية فإنك تلمس الصدق فى نبرات الرجل وتشعر بأنه يحمل فى داخله غضبًا عظيمًا ضد الوحوش الإسرائيليين.

تتساءل: لماذا والحال هكذا لا تكون مواقفه العملية على قدر أمانيه الطيبة؟. هنا يمكن عمل فلاش باك على سفينة «مافى مرمرة» التى انطلقت فى ٣١ مايو ٢٠١٠ من الشواطئ التركية فى طريقها لفك الحصار عن غزة وعلى متنها عدد كبير من النشطاء وممثلى هيئات الإغاثة من كل أنحاء العالم. طبعًا نعرف أن العدو فتح النار على النشطاء العزل، فقتل منهم عشرة وأصاب أكثر من خمسين شخصًا، فى جريمة تُضاف إلى سجل الصهاينة الحافل بالجرائم.

اليوم بعد كل هذه السنوات، يتعرض الفلسطينيون واللبنانيون لحرب إبادة بمساندة حلف الناتو، ومع ذلك فإن الدعم الذى يحصل عليه المحاصَرون لا يرقى إلى المساندة التى وجدتها غزة عام ٢٠١٠ حينما لم يكن الوضع مأساويًّا على النحو الذى هو عليه الآن. أعتقد أن التجربة علمت الجميع أنهم لا يقفون وحدهم فى مواجهة شياطين الكرة الأرضية وإلا يتعرضون للتدمير.

هذا فى ظنى هو سبب الاكتفاء هذه المرة بالدعم الصوتى والدعاء على نتنياهو من فوق المنابر وعدم المضى فى اتخاذ خطوات عملية ملموسة تؤلم دولة الاحتلال.. لقد شاهدَتْ الدول الفيلم من قبل وعرفت نهايته فأدركت أن مَن يؤازر المقاومة فى محنتها سيكون وحيدًا.. ولو كان الأمر يتعلق بالمشاعر والعواطف والنوايا فإن الأتراك شعبًا وحكومة مثلهم مثل الإيرانيين والعرب يمقتون العدو الذى يحتل الأرض ويتمنون لو كان فى الإمكان محاربته ودحره، غير أن موازين القوة والظروف الدولية أصبحت تفرض على الدول أن تدرس الوضع السياسى والجغرافى وتعرف المواقف الحقيقية لدول الجوار.

لا بد أن يحدث تنسيق، وأن تكون مواجهة المجرمين الإسرائيليين جماعية، وأن يتخذ مَن يريدون وقف الإبادة مواقف جادة موحدة تجعل من الصعب على إسرائيل وحلفائها الاستفراد بدولة واحدة ومعاقبتها بشدة وجعلها عبرة لمَن يفكر فى الوقوف إلى جانب الأخ الضعيف المظلوم. لسنا نشعر بالسعادة عندما نرى مَن يذرف الدمع من عين، بينما العين الأخرى على القواعد العسكرية الأمريكية التى تراقب إيران وتردع الجميع عن نصرة الأشقاء.

نشعر بالأسف، لكننا نتفهم أنه لا أحد يريد أن يغامر بمفرده ويتعرض للبطش وحيدًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أن تتعرض للبطش وحيدًا أن تتعرض للبطش وحيدًا



GMT 08:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمشق وطهران والحرب الجديدة

GMT 08:06 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

«الصراع من أجل سوريا»

GMT 08:05 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غزة. غزة... بقلم «جي بي تي»!.. بقلم «جي بي تي»!

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

... أن تكون مع لا أحد!

GMT 08:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

غول الترمبية والإعلام الأميركي... مرة أخرى

GMT 08:01 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الصراع في سوريا وحول سوريا

GMT 08:00 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

سوريا واللحظة الحرجة!

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ترمب ــ «بريكس»... وعصر القوى المتوسطة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:11 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
  مصر اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 11:23 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 04:54 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة
  مصر اليوم - الجيش السوري يعلن وصول تعزيزات كبيرة لمدينة حماة

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها
  مصر اليوم - ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 11:08 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
  مصر اليوم - الكشف عن قائمة بي بي سي لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 23:04 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

رونالدو يحرز الهدف الأول لليوفي في الدقيقة 13 ضد برشلونة

GMT 06:59 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس تتأهل إلى نهائيات "أمم أفريقيا" رغم التعادل مع تنزانيا

GMT 05:53 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موضة ألوان ديكورات المنازل لخريف وشتاء 2021

GMT 09:41 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسن يعلن قائمة الاتحاد السكندري لمواجهة أسوان

GMT 03:51 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الدفاع يشهد المرحلة الرئيسية للمناورة ”ردع - 2020”

GMT 04:56 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

فنادق تعكس جمال سيدني الأسترالية اكتشفها بنفسك

GMT 23:44 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تغلق التعاملات على تباين

GMT 11:46 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

جوارديولا يهنئ ليفربول بـ كأس الدوري الإنجليزي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon