توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توك توك

  مصر اليوم -

توك توك

القاهرة - مصر اليوم

تحدثت صفحات الحوادث فى الأيام السابقة عن امرأة تقدمت ببلاغ إلى السلطات اتهمت فيه خمسة عيال بالاتفاق على ممارسة الجنس معها مقابل مبلغ مالى، غير أنهم فعلوا فعلتهم وهربوا دون أن يدفعوا لها أجرتها!. هذا الخبر على بساطته يمثل مأساة مفجعة سوف تصِم هذا العصر بأبشع الصفات وستقدم رموزه بحسبهم رعاة رسميين لدعارة الفقراء.

القصة تبدو عبثية وكأنها حلم كابوسى ثقيل، وأبطالها عبارة عن امرأة فقيرة عمرها 21 سنة دفعها الجوع للتعامل مع مجموعة من الصبيان فى عمر السابعة عشرة، كلهم سائقو توك توك، وسواق التوك توك هو شخص عشوائى يختلف عن الفلاح والموظف والعامل والصنايعى الذى يجيد حرفة. سائق التوك توك هو فى الغالب غلام دخل المدرسة وقضى بها عشر سنوات أو أكثر دون أن يتعلم كتابة اسمه، وهو فى معظم الأحيان طالب أو خريج مدرسة ثانوية زراعية أو تجارية.. أى أنه محسوب على المتعلمين دون أن يكون قد تعلم شيئاً، ومحسوب على الأسطوات دون أن يكون أسطى حقيقياً لأنه لا يجيد إصلاح شىء أو تصنيع شىء، كما أنه لا يُحسن أداء أى عمل مما ينفع الناس ويفيدهم، فـ«التوك توك» فى حقيقته عبارة عن مركبة شريرة تملأ الشوارع، فتعوق وسائل النقل الجماعى عن الوصول لمقاصدها!.. وهذا الوقوع الغريب فى منتصف العدم يمنح صاحبه سمات لا تُخطئها العين.. هو وحش مع الأضعف منه، وهو فى الوقت نفسه الضحية المثالية لأى صايع يريد السطو على أجرة اليوم وسرقة التوك توك. ومن الغريب أن حالة التوك توك هى فى أحد وجوهها شبيهة بعمل المرأة الساقطة، فلو أن صاحب توك توك فقد مركبته فإنه لا يستطيع التقدم ببلاغ للشرطة، ذلك أن التوك توك يعمل دون ترخيص، ولا توجد نمر له أو ملف فى المرور، ولا يمكن لصاحبه إثبات ملكيته له أو حتى التعرف عليه، لو أن السارق غيّر معالمه.

فى العادة لا تستطيع مَن تعمل فى الدعارة أن تشكو الزبائن ولو غدروا بها أو شوّهوا وجهها أو أطفأوا سجائرهم فى جسمها لأنها تعمل فى نشاط يجرمه القانون، بالضبط مثلما لا يستطيع تجار المخدرات أن يُدخلوا الشرطة فى مشاكلهم وخلافاتهم. لكن هذه المرأة على خلاف المعتاد والمتوقع ذهبت بقدميها تشكو اللصوص الذين حصلوا على الخدمة دون أن يدفعوا ثمنها. من المؤكد أن هذه البائسة تشكو من علة عقلية، أو ربما أن الفعلة الإجرامية المتمثلة فى هروب الزبائن هى التى أطارت صوابها وأخرجتها عن طورها، فذهبت بقدميها تعترف للشرطة بممارسة الدعارة.

ليست هذه هى الحدوتة الأولى التى تنشرها الصحف عن حادثة كهذه، فهناك حدوتة «سميحة»، التى حدثت منذ حوالى عشر سنوات، وكان أبطالها أعضاء بمجلس الشعب، وقد التقطوا ذات ليلة واحدة من المومسات، وكان اسمها «سميحة»، وبعد أن قضوا منها وطراً طردوها وأكلوا عرقها.. وبعدها تمت تسمية هؤلاء النواب «نواب سميحة»، لكن الفرق أن «سميحة» لم يُصبها سوء، بل أخذت حقها وزيادة درءاً لفضيحة الحزب الوطنى الذى انتمى إليه النواب، بينما صاحبتنا هذه بدلاً من سترها وإطعامها قد يُزَجّ بها فى السجن، لأن زبائنها مجرد سائقى توك توك!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توك توك توك توك



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon