توقيت القاهرة المحلي 04:24:08 آخر تحديث
  مصر اليوم -

استنشاق الهراء

  مصر اليوم -

استنشاق الهراء

بقلم:أسامة غريب

لدينا خصلة عجيبة ليست موجودة فى حدود علمى عند سوانا، وهى توزيع ألقاب على الفنانين ولاعبى الكرة ليس لها مسوغ ولا تدل على شىء حقيقى. لقد كانت الممثلة نادية الجندى تسمى نفسها نجمة الجماهير، ونبيلة عبيد تطلق على نفسها نجمة مصر الأولى، وقد وجدت كلتاهما فى الصحافة مَن ينشر هذا الكلام ويردده، وربما أن النجاح فى تمرير لقبى نادية ونبيلة قد شجع وسائل الإعلام على أن تطلق لقب الزعيم على الفنان عادل إمام لمجرد أنه قام ببطولة مسرحية تحمل نفس الاسم، وتطلق لقب الملك على الفنان محمد منير لمجرد مشاركته فى مسرحية «الملك هو الملك».. فهل كل من قام بدور ملك فى عمل فنى يصير عند الناس ملكًا وكل من قام بدور إمبراطور يتوج إمبراطورًا؟.

وهل لو كان سعيد صالح أو أحمد آدم هو الذى قدم مسرحية الزعيم، فهل كان وقتئذ يفوز باللقب وينعم به بدلًا من عادل إمام؟. وإذا سلّمنا باعتماد هذه الخصلة فهل يحق بالمثل إطلاق ألقاب مثل البعرور والهلفوت والكحيان على من قاموا بأعمال تحمل هذه الأسماء؟. ثم إن المتأمل لزعامة عادل إمام المسرحية لابد وأن يصاب بالدهشة لأن الأدوار التى شهدت زعامته كانت عن شخصيات سيئة للغاية وأبعد ما تكون عن حقيقة عادل إمام الفنان الكبير.

فدوره فى مسرحية الزعيم كان يتناول شخصية طاغية مستبد، فاسد، لص يمارس الحكم بأساليب إجرامية ولا يتورع عن التنكيل بشعبه.. فهل هذا هو شكل الزعامة التى تسعد عادل إمام؟. والمرة الأخرى التى لعب فيها دور زعيم كانت فى مسرحية مدرسة المشاغبين عندما قام بدور بهجت الأباصيرى زعيم الطلبة الفاشلين!، فأى زعامة هذه؟.

مثال آخر هو لقب «العميد» الذى تطلقه الصحافة على أى لاعب عجوز يعاند الزمن ويرفض الاعتزال، والعجيب أن هذا اللقب لا يحتاج من صاحبه تحقيق بطولات أو الوصول بفريقه للمونديال أو التحلى بالأخلاق الكريمة فى الملاعب، لكنه طبقًا لمعاييرهم لقب بسيط للغاية وسهل المنال ويمكن لأى لاعب فى فريق ألومنيوم أبو زعبل أن يحصل عليه، وذلك إذا ما رفض الاعتزال وأصر على البقاء فى الملاعب حتى تتخلخل قوائمه وتتضعضع ركبتاه وتذهب حيويته مع الريح. يعتمد اللقب على عدد سنوات البقاء فى الملاعب وعدد المباريات التى شارك فيها اللاعب.

ولا يخفى على أحد أن هذه المعايير يمكن أن تنطبق بسهولة على الكثيرين دون أن يعنى ذلك أى تميز أو جدارة. يمكن مثلًا أن تجد فى بوتسوانا أو بنجلاديش لاعبين دوليين لعب كل منهم ألف مباراة دولية بالرغم من أن هاتين الدولتين لا ذكر لهما فى دنيا كرة القدم. ومن الممكن جدًا طبقًا لهذا المعيار الفاسد أن نجد لاعبًا من مملكة نيبال يحمل لقب عميد لاعبى كرة القدم فى العالم، وذلك فى وجود ميسى ورونالدو وهالاند وصلاح!.

متى نتعقل ونتوقف عن طحن الهراء واستنشاقه ثم إطلاقه فى وجوه الناس؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استنشاق الهراء استنشاق الهراء



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon