توقيت القاهرة المحلي 20:53:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إجازة فى قصر السراب

  مصر اليوم -

إجازة فى قصر السراب

بقلم - أسامة غريب

سمعت كثيرًا عن قصر السراب فى صحراء الربع الخالى فى أبوظبى، ولما سعيت إلى الحجز فى هذا المنتجع الفريد الذى أقامه الإماراتيون فى عمق الصحراء بعيدًا عن أى بقعة عمران، صدمنى أن أول إمكانية للحجز هو بعد ثلاثة شهور!.

لم تكن زيارتى القصيرة لأبوظبى تحتمل الانتظار، فصرفت النظر عن الفكرة وأدخلتها ضمن المشاريع المؤجلة، لكنّ مفاجأة جميلة كانت فى انتظارى عندما تمكن بعض أصدقائى فى أبوظبى من تدبير حجز فى نهاية الأسبوع، وهكذا قضيت يومين فى غاية الروعة فى قصر السراب بصحبة نفر من الرفاق الظبيانيين.. ولا أظن أن زيارة كهذه كانت تحلو لو شق المرء طريقه إليها وحده، فالرفقة هى ما يهون الطريق، فما بالك لو كان هذا الطريق فى صحراء الربع الخالى القاسية!.

أعجب ما فى منتجع قصر السراب هو أن تجلس فى شرفتك وتطل منها على الكثبان الرملية التى لا نهاية لها.. لقد جربت فى سفراتى أن أنزل فى فنادق ومنتجعات تطل شرفاتها على البحر والمحيط والنهر والغابة والشارع والزقاق، لكن لم يحدث أن فتحت باب البلكونة لأجد الصحراء تحيط بى من كل جانب.. إنه منظر مهيب يلقى بروعه وروعته فى النفس، خاصة إذا امتزج منظر الرمال بصوت الرياح وهى تزوم وتحفر الرمل، فتصنع داخله أخاديد تتغير وتتبدل، فكأننى كلما فتحت الشرفة أطالع لوحة جديدة رسمتها يد الخالق فى كل مرة.

هو منتجع على مساحة كبيرة، كل بناياته عبارة عن طابق واحد يمتلئ بكل أنواع الفيلات والشاليهات بكل المساحات، تحف بها الحدائق الغناء والجداول الرقراقة ونوافير الماء من كل جانب، وقد أضاف الطابع الأندلسى للمكان رونقًا ساحرًا تظن لجماله أنك انتقلت إلى إحدى الممالك الأندلسية التى قرأنا عنها وفتنتنا بسحرها، فكأنك قد نقلت قرطبة أو غرناطة أو طليطلة أو أشبيلية إلى صحراء ليوا بأبوظبى.

وكأنك عندما تقضى الليل مضطجعًا على إحدى الآرائك فى واحدة من المقاهى الساهرة داخل المنتجع.. كأنك تسهر على وقع أشعار ابن زيدون التى تروى غرامه بالأميرة ولّادة بنت المستكفى.. ولم يدهشنى وجود عازف عربى على العود يطرب الساهرين بنغماته الشجية لما يطلبونه من أغانٍ وألحان تراثية جميلة، فيظلون يستعيدونه حتى مطلع الفجر.

وقد أدهشتنى الرحلات التى تقدمها المنتجعات للزوار داخل سيارات الدفع الرباعى وهى تشق الرمال مبتعدة بأصدقائك عن المنتجع حتى تظن أنهم قد ضاعوا، ثم تكر عائدة فتعيد إليك الروح من جديد!.

أنا أعتقد أن الذين فكروا فى بناء قصر السراب على بعد 240 كيلو مترًا من مدينة أبوظبى فى عمق الصحراء وعلى مقربة من الحدود السعودية أرادوا أن ينقلوا الجو الإماراتى التراثى القديم للأجيال التى لم تعرف سوى الكمبيوتر والآى باد، وأضافوا إليه لمسات سحرية من أجل تخليد الصحراء التى عشقها آباؤهم وأقاموا فيها مجتمعات بسيطة ومتحضرة فى آنٍ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إجازة فى قصر السراب إجازة فى قصر السراب



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon