توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فنانون على ما تُفرج!

  مصر اليوم -

فنانون على ما تُفرج

بقلم:أسامة غريب

لكل إنسان قدرة لا يمكن تجاوزها، وإذا طلبنا من شخص أن يتجاوز ما هو مقدر له كانت النتيجة سيئة.

عندما ظهر الممثل محمد هنيدى فى فيلم «إسماعيلية رايح جاى» لم يكن هذا هو الظهور الأول له، لكنه كان متواجدًا قبل هذا بسنوات دون أن يُحدث أثرًا، لكن عندما واتته الفرصة فى دور لافت فى فيلم «إسماعيلية رايح جاى» تفاعل معه الجمهور فتضاعفت الإيرادات وتشجع المنتجون فنال البطولة المطلقة فى صعيدى فى الجامعة الأمريكية.

ما لم يفهمه الكثيرون أن هنيدى قدّم فى هذين الفيلمين الحد الأقصى لما لديه، وبذل فيهما ذروة طاقته وسعته وقدرته فى وقتٍ لم يكن يعرفه فيه أحد، وبالتالى لم تكن هناك أى توقعات منه.. وغياب التوقعات هذا قد ساهم فى إحداث المفاجأة والحصول على موقع طيب لدى الجمهور. لكن منذ ذلك الوقت وبعد أن أصبح هنيدى فنانًا مشهورًا فقد خمدت المفاجأة وارتفع سقف توقعات الجمهور منه فى وقت لم ترتفع فيه قدراته، لهذا فقد كانت خيبة الأمل تتكرر فى كل مرة ومع كل فيلم جديد، والسبب أن عنصر المفاجأة قد انتفى، وحتى الإفيهات الحلوة منه لم يعد لها ذات الأثر حتى لو كانت جديدة وطازجة لأنه أصبح اسمًا وماركة وصار المنتظر منه يحد من قدرته على تحقيق النجاح!.

ومثله تمامًا محمد سعد الذى ظهر قبل فيلم الليمبى بسنوات طويلة، ومع ذلك لم يشعر بوجوده أحد، ثم فجأة اندلعت شخصية الليمبى فى فيلم «الناظر» فأدهشت الجمهور وفتحت لمحمد سعد الطريق إلى البطولة المطلقة، وكان هذا أيضًا خطأ ترتب عليه أن التدهور بدأ سريعًا عندما لم يجد الجمهور لديه شيئًا آخر بخلاف شخصية الشاب الصايع المسطول الذى ينطق كلامًا فارغًا طوال الوقت. فعل محمد سعد ذلك فى جميع أفلامه وكرر نفسه بشكل غريب فى الوقت الذى كانت التوقعات منه مرتفعة، فأصاب جمهوره بإحباط وخيبة أمل.

وإذا كان هناك بقية من جمهور لا يزال يتعشم فى هنيدى وسعد فذلك لغياب البديل، لكن فى اللحظة التى يظهر فيها كوميديان غريب الشكل والهيئة والإلقاء يستطيع مفاجأة الجمهور بما لا يتوقع، فإن هنيدى وسعد سيجلسان فى البيت، تمامًا مثلما فعلا فى جيل كامل من الممثلين الذين اعتزلوا واختفوا بسببهما!.

والكلام نفسه ينطبق على أحمد آدم وأحمد رزق وهانى رمزى، فهؤلاء لم يكن لهم أن يبتعدوا عن المنطقة الدافئة فى الوسط حيث أدوار السنّيد.. صديق البطل. ولعلنا نذكر أن فنانين مثل زينات صدقى والقصرى واستيفان روستى وعبد المنعم إبراهيم كانوا فاكهة السينما المصرية دون أن يكونوا أبطالًا.

أما جيل الكوميديانات الجديد الذى أعقب أفول هنيدى وسعد فهؤلاء من تجليات الخيبة القوية فى حياتنا، وبالتالى لم يكن لهم أن يطأوا أبواب الاستوديوهات أو يعتلوا خشبات المسرح من الأساس لولا الانهيار الذى أصاب الذوق العام!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فنانون على ما تُفرج فنانون على ما تُفرج



GMT 06:02 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 05:58 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 05:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 05:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 05:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 05:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 05:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

عالية ممدوح

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon