توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ضربة على ذوق المجتمع الدولي!

  مصر اليوم -

ضربة على ذوق المجتمع الدولي

بقلم:أسامة غريب

قام الأمريكان بهندسة الضربة الإسرائيلية على إيران بشكل به من سمات عبقرية الشر الشىء الكثير. فى البداية سمحوا لقادة الكيان بأن يزمجروا ويهددوا ويتوعدوا بأنهم سيمحون إيران من على الخريطة ردا على تجرؤها بقصف إسرائيل، وكانت التصريحات تتوالى بأنهم سيضربون المنشآت النفطية والمفاعلات النووية ولن يتركوا هدفا ذا قيمة دون أن يدمروه. بعد ذلك تفرغت الكرة الأرضية بأكملها لاستعطاف إسرائيل حتى تتنازل وتتفضل بقصف البنى التحتية العسكرية وقواعد الطيران ومنصات الدفاع الجوى والمصانع التى تنتج الصواريخ فقط!. أفاضت الصحف وشبكات التليفزيون فى نقل أخبار الزيارات التى يقوم بها قادة العالم للضغط على إسرائيل حتى لا تتهور وتضرب المنشآت البترولية والنوية فتحدث أزمة عالمية وتسبب تلوثا إشعاعيا بعيد المدى. ومن الواضح أن الفيلم الهندى الذى أخرجه شياطين السياسة فى واشنطن وتل أبيب قد ترك أثره فى الدول العربية، وبالأخص دول الخليج التى ضغطت على الولايات المتحدة حتى تكبح كلبها المسعور، حيث إن إيران لن تتلقى ضربات تدمر قدرتها على تصدير النفط دون أن تحرم الدول المجاورة من نفطها أيضا. أخيرا أبدت إسرائيل كرم أخلاق غير محدود وأعلنت فى بشارة زفتها إلى العالم كله أنها نزولا على طلب الحبايب والقرايب والجيران الطيبين ستوجه ضربة مدمرة بالمواصفات التى ترضى الأصدقاء ولا تحرجهم. وبناء على هذه المعطيات فإن إسرائيل بعد أن وجهت ضربة مقبولة دوليا إلى إيران فجر السبت ٢٧ أكتوبر فإنها تنتظر الشكر من دول العالم لأنها استجابت لمطالبهم المعقولة، وأصابت الدفاع الجوى ومصانع الصواريخ والرادارات فقط!. ومن الطبيعى، والحال هكذا، أن تحمد إيران ربها على نجاتها من الدمار الشامل ولا تفكر فى الرد، حيث إن الكرم الحاتمى الإسرائيلى قد لا يكون موجودا فى المرة القادمة!.

هذا هو الفيلم الأمريكى الإسرائيلى الذى تم إخراجه بإتقان. وبعيدا عن الفيلم فإن إسرائيل لم تكن تنوى أو تفكر فى ضرب المشروع النووى الإيرانى لإدراكها أن إيران قادرة على استهداف مفاعل ديمونة وإمطاره بمئات الصواريخ. كذلك لم تكن تفكر فى ضرب منشآت الطاقة ومحطات الكهرباء لعلمهم بقدرة طهران على تدمير منصات الغاز والبترول ومحطات الكهرباء وإعادة المستوطنين للقرن الثامن عشر.

.. إسرائيل طاقة شر عدوانية، ومع ذلك فإن قدرة إيران على إصابة العمق الإسرائيلى بدقة جعلتها تفكر بعمق وهى تهندس ردها الانتقامى. الحقيقة الآن بعيدا عن التهويل والتهوين على رأى السيد خامنئى أن إيران تعرضت لضربة قوية وإذا لم ترد فإنه ستتم استباحتها عن قريب. أما التماهى مع حالة الارتياح الدولية الزائفة والتظاهر فى إيران بإن شيئا لم يحدث، وذلك من أجل خفض التصعيد ونيل رضا المجتمع الدولى فهو شديد الخطورة، ذلك أن العدو الخبيث سوف يتعامل مع إيران كأنها سوريا ويُحدث فيها التدمير على المزاج وكلما أراد، وسوف يترك الدولة الكبيرة التى بنت قدراتها الذاتية بالعرق والدموع كومة تراب. سيحطمها بالكامل لكنه سيستثنى المنشآت النووية وآبار البترول حتى لا يُغضب المجتمع الدولى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضربة على ذوق المجتمع الدولي ضربة على ذوق المجتمع الدولي



GMT 09:09 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 09:05 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 09:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 09:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 09:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 09:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 08:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 08:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon